الرئيسة - رد شبهات المجيزين
 

لا يخفى على المتمسك بالسنة أن من أهم ما دعا إليه الرسول r بعد التوحيد التمسك بالسنة ومحاربة البدعة، ومن الأدلة على ذلك تحذير الرسول r من البدع في خطبة الحاجة التي كان يبدأ بها خطبه عليه الصلاة والسلام.

 ورغم ذلك كله فإن الناظر في أحوال الأمة الإسلامية يجد أن البدع قد انتشرت فيها وللأسف في مجال العقيدة والعبادات والمعاملات المختلفة، ومن أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار تلك البدع اعتقاد الكثير أن البدع تنقسم إلى قسمين: بدع سيئة وبدع حسنة!!

 
 

لقد اطلعت على أوراق للكاتب الأستاذ يوسف هاشم الرفاعي سودها بما زعم أنه نصيحة لعلماء نجد، أفرغ فيها ما في جعبته وجعاب الذين تعاونوا معه على الإثم والعدوان، من تهجم على من زعم نصحهم وكذب عليهم ودعوة إلى البدع والضلال، وكأنه لم يجد في بلده الكويت من يشد أزره على وزره، فيمم نحو الشام ليجد في الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بغيته المطلوبة وضالته المنشودة، فيقدم لأوراقه، ويتفق معه في الوقيعة بالمتمسكين بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة.

 
 

لقد أضرت الصوفية في الدين بكثرة ما ابتدعته من بدع وخرافات استهوت بها من لا عقول لهم، وقد ظهر لها دعاة يحيون بها مذهبهم وبدعهم، ومن هؤلاء الخرافيين محمد بن علوي المالكي والذي قد ألف الكتب في الدعوة إلى منهجه وفكره والنيل من علماء الدين والسنة، فقيض الله له من رد عليه أكاذيبه وافتراءته.

 
 

  إن من البدع المنتشرة بين أوساط كثير من الناس؛ ما يمسى بالاحتفال بالمولد النبوي، وقد كتب كثير من أهل العلم قديمًا وحديثاً عدة كتب ورسائل وفتاوى في التحذير من هذه البدعة؛ فجزاهم الله خير الجزاء على ما بينوا ونصحوا.

 
 

إن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة محدثة على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأما تنقيط المصحف فوسيلة لتعليم القراءة الصحيحة، ولم تفعل في زمنه صلى الله عليه وسلم لعدم الحاجة إليها، وليس لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد تركها قاصداً ذلك، تعبدًا لله تعالى بتركها.

 
 

لقد اطلعت على أمور منكرة في كتب أصدرها محمد علوي مالكي، وفي مقدمتها كتابه الذميم الذي سماه ( الذخائر المحمدية ). ومن تلك الأمور نسبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم صفات هي من خصائص الله سبحانه وتعالى، كقوله: بأن لرسول الله مقاليد السموات والأرض، وأن له أن يقطع أرض الجنة، ويعلم الغيب والروح والأمور الخمسة التي اختص الله تعالى بعلمها، وأن الخلق خلقوا لأجله، وأن ليلة مولوده أفضل من ليلة القدر.

 
 

جرت عادة كثير من المحبين إذا سمعوا بذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوموا تعظيماً له صلى الله عليه وسلم، وهذا القيام بدعة لا أصل لها. وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم إنما يكون بما شرع تعظيمه به، وهذا القيام غير مشروع.

 

 

إن النهي عن الابتداع ليس معناه النهي عن شرب الخمر أو الزنا، وإنما معناه النهي عن إدخال شيء في الدين من الأمور المحدثة والتي يظن فاعلها فيها مصلحة أو خيراً أو تقرباً بها إلى الله تعالى، وقد وقعت للبعض بعض الشبهات فاستدل على الاحتفال بالمولد، فما كان من أهل العلم إلا أن بينوا بالدليل القاطع والبرهان الساطع أنها أوهى من خيط العنكبوت وأنها كالقشة التي يتعلق بها الغريق.

 
 

تكلم الحبيب علي الجفري (الصوفي) عن المولد النبوي في شريط مسموع في آخره بعنوان (مقاصد المؤمنة وقدوتها في الحياة) وقد ذكر عدة مسائل تتعلق بالمولد النبوي، انتهى في آخره بأن عمل المولد النبوي وما يحصل فيه إنما هو سنة مؤكدة وليس ببدعة، واستدل على قوله هذا بأمور نذكرها إن شاء الله تعالى، وسأورد كلامه نصاً كما قال بألفاظه، وسأقف مع كل مسألة منها مبيناً بطلان ما ذهب إليه مستعيناً بالله وحده لا شريك له وبنصوص القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية الشريفة، وما أجمع عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان من الأئمة الأعلام.

 

تقول الشبهة: إن تخصيص يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة زائدة، لا سيما الصيام، أمر مشروع، دل عليه حديث أبي قتادة حينما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الإثنين؟ قال: {ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه أو أنزل علي فيه}رواه مسلم، فذكر أن علة الصيام هي كون النبي صلى الله عليه وسلم ولد فيه، وبعث فيه، فجعل مناط تخصيصه بعبادة زائدة، كونه يوم ميلاده، ويوم مبعثه، وبما أن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، فلا شك أن تخصيص يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة زائدة، لاسيما الصيام، أمر أقل ما يقال فيه: إنه مشروع.

 
 

اتفق أهل العلم - من لا يرى منهم عمل المولد ومن يراه - على أن الاحتفال بالمولد النبوي لم يفعله السلف الصالح، فمن أين أتت هذه الأوراد والصفات للمولد والقيام للنبي، وهي تحتاج إلى مستند شرعي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).