الرئيسة - تاريخ بدعة المولد
 

لاشك أننا جميعا نُكِنُ في صدورنا محبة لرسولنا الكريم وحبيبنا العظيم وقدوتنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن عمل بسنته واهتدى بهديه إلي يوم الدين، وإن هذه المحبة تعتبر من أصول الدين، ومن لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كافر وممن نتقرب إلى الله ببغضه وهي من صفات المنافقين الذين قال الله فيهم أنهم في : ( الدرك الأسفل من النار). والناظر في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لا يجد أحدًا لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قام بهذا العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به.

 
 

أول من يعزى إليه إحداث الأعياد والاحتفالات عامة والموالد خاصة هم العبيديون ثم تابعهم عليها غيرهم من الزهاد والملوك، وقلدهم في ذلك العوام، وهذا كله مخالف لدلالات النصوص الشرعية ولعمل سلف هذه الأمة في القرون المفضلة.

 
 

إن أول من أحدث هذه البدعة هم بنو عبيد القداح الذين يسمون أنفسهم بالفاطميين، وينتسبون زوراً إلى ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم في الحقيقة من المؤسسين لدعوة الباطنية، وقد أظهروا هذه البدعة وغيرها من البدع كي يغيروا على الناس دينهم، ويجعلوا فيه ما ليس منه؛ لإبعادهم عما هو من دينهم، فإن إشغال الناس بالبدع طريق سهل لإماتة السنة، والبعد عن شريعة الله السمحة وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم المطهرة.