الرئيسة - معاً لنصرة النبي
 

لقد ألهمت شخصية الرسول r الكثير من الباحثين في الشرق والغرب، فدرسوا سماتها بفيض من المؤلفات التي صورت حياة محمد r وتناولت جوانب عظمته وعبقريته، وصفة البطولة الملحمية في سيرته التي انضوت في ثناياها حياة الأمة، تجسدت كحقيقة تاريخية ناصعة عبر دعوته التي أحدثت انقلابًا في حياة تلك القبائل العربية المتناحرة فعمقتها أمةً رائدةً أخذت بيد أمم وشعوب في معارج الرقي والتقدم، هاديًا إياها إلى سبيل النور، ولم تلبث إلا ردحًا قصيرًا حتى انقلبت ثورة عالمية معطاءة خيراً وعدالة ومعرفة.

 
 

لقد نال النبي محمداً صلى الله عليه وسلم صفات كمال البشر جميعاً خلقاً وخلقاً، فهو أجمل الناس وأكرمهم وأشجعهم على الإطلاق وأذكاهم وأحلمهم وأعلمهم... إلخ، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلوه الوقار والهيبة من عظمة النور الذي كلله الله تعالى به، فكان الصحابة إذا جلسوا مع النبي صلى الله عليه وسلم كأن على رؤوسهم الطير من الهيبة والإجلال. وما كان كبار الصحابة رضوان الله عليهم يستطيعون أن ينظروا في وجهه ويصفوه لنا لشدة الهيبة والإجلال الذي كان يملأ قلوبهم، وإنما وصفه لنا صغار الصحابة.

 
 

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس رمزًا من رموز الأمة المسلمة فحسب، بل هو حجر الأساس في هذه الأمة المسلمة، فلولاه صلى الله عليه وسلم - بعد الله عز وجل � ما كان لتلك الأمة وجود، ويوم أن يدافع المسلم عن نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فهو لا يدافع عن رمز ولكن يدافع عن عقيدة هي أغلى عند المسلم من حياته، بل إن أعظم أماني المسلم أن يختاره الله عز وجل فيمن يقتلون في سبيله تبارك وتعالى، فما أحلاها من أمنية وما أعظمها من غاية.

 
 

لو كان الاحتفال بيوم المولد النبوي مشروعاً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته؛ لأنه أنصح الناس لهم، وليس بعده نبي يبين ما سكت عنه من حقه، لأنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وقد أبان للناس ما يجب له من الحق كمحبته واتباع شريعته والصلاة والسلام عليه وغير ذلك من حقوقه الموضحة في الكتاب والسنة، ولم يذكر لأمته أن الاحتفال بيوم مولده أمر مشروع حتى يعملوا بذلك ولم يفعله صلى الله عليه وسلم طيلة حياته، ثم الصحابة رضي الله عنهم أحب الناس له وأعلمهم بحقوقه لم يحتفلوا بهذا اليوم لا الخلفاء الراشدون ولا غيرهم، ثم التابعون لهم بإحسان في القرون الثلاثة المفضلة لم يحتفلوا بهذا اليوم.

 
 

إن الواجب علينا جميعاً - كلٌ حسب استطاعته - أن ننصر نبينا وأمامنا وحبيبنا محمداً صلى الله عليه وسلم وأن نفديه بأولادنا ووالدينا وأنفسنا وأموالنا،، وذلك من خلال المجالس العائلية، والمكالمات الهاتفية، ورسائل الجوال، تجاه الهجمة الشرسة عليه، كل على قدر إمكانياته، والكل يتحمل مسؤوليته ومن خلال موقعه.

 
 

الرسول صلى الله عليه وسلم هو الصورة العملية التطبيقية لهذا الدين، وجميع الطرق الموصلة إلى الله تعالى ثم إلى الجنة موصودة ومغلقة إلا طريقه صلى الله عليه وسلم، ويمتنع أن تعرف دين الإسلام ويصح لك إسلامك بدون معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كان هديه وعمله وأمره ونهيه ومنهجه وسنته.