الرئيسة - منكرات المولد
 

إن ما يحدثه بعض الناس من احتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم هو مضاهاة للنصارى في احتفالهم بميلاد عيسى عليه السلام مع اختلاف الناس في مولده صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمرلم يفعله السلف وقد كانوا أشد محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمًا له منا، وهم على الخير أحرص.

 
 

إن تحويل الإسلام إلى طقوس وثنية من الأهازيج الشعرية والطبول والمزامير والتمايل والرقص، وبالتالي الانحراف به عن صفائه ونقائه، هو من قبيل العبث والخرافة، أقرب منه إلى الدين الحق.

 
 

إن النصوص التي وصفت طريقة إحياء المولد النبوي في عصور مختلفة، تؤكد لنا أن هذه الاحتفالات ليست إلا تلبية لشهوات ورغبات النفوس المريضة من الناس. ومراسم هذه الاحتفالات من الأكل والشرب وإنشاد القصائد، واختلاط النساء بالرجال، وأعمال اللهو، وما يؤول على القائمين على هذه الاحتفالات من الأموال والعطايا والهدايا، خير شاهد على ما ذكر.

 
 

إن ميمية البوصيري - المعروفة بالبردة - من أشهر المدائح النبوية وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً في العالم الإسلامي؛ ولذا تنافس أكثر من مائة شاعر في معارضتها، فضلاً عن المشطِّرين والمخمِّسين والمسبِّعين، كما أقبل آخرون على شرحها وتدريسها، وقد تجاوزت شروحها المكتوبة خمسين شرحاً، فيها ما هو محلى بماء الذهب! وصار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد كالقرآن. والأولى بكل مسلم عَلِقَ بهذه القصيدة وولع بها أن يشتغل بما ينفع؛ فـإن حق النبي صلى الله عليه وسلم إنما يكون بتصديقه فيما أخبر، واتباعه فيما شرع، ومحبته دون إفراط أو تفريط، وأن يشتغل بسماع القرآن والسنة والتفقه فيهما؛ فإن البوصيري وأضرابه استبدلوا إنشاد وسماع هذه القصائد بسماع القرآن والعلم النافع، فوقعوا في مخالفات ظاهرة ومآخذ فاحشة.

 
 

منذ أن انتشر الإسلام أقبل الأدباء على مدح النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بمدائح كثيرة، ومع ذلك لم يظهر الغلو الذي يخرج بالمدائح النبوية إلى رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- فوق مقامه البشري، وإضفاء بعض الصفات الإلهية عليه إلا في القرن السابع الذي يعرف في التاريخ الإسلامي بانتشار التصوف فيه إلى حد كبير.

 
 

إن الموالد من أخصب البيئات للمناكر الظاهرة والمستترة، ففي ساحاتها الواسعة تكثر جرائم الزنا واللواط، ويدخن الحشيش، وتسمع الأغاني الخليعة والموسيقى الصاخبة، وكل هذه الآثام ينتعش وجودها في هذا الجو الاحتفالي المبتدع الذي ما أنزل الله به من سلطان، ومع هذا يدعي أهله أنهم يحبون النبي صلى الله عليه وسلم ويحبون ذكره!!

 
 

هذه قصة رجل من الناس جعل الله له نوراً بتحكيمه للسنة على نفسه، وبتعظيمه هدي المصطفى، وجَعْلِهِ إماماً. وقد فاز والله من اتخذ مع الرسول سبيلاً بطاعته واتباعه، وتجنب الحدث في دينه.