الرئيسة - الاتباع دليل المحبة - العلامات البارزة لدعوى صدق محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم
 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

العلامات البارزة لصدق محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم

إن محبة النبي عليه الصلاة والسلام أصل من أصول الإيمان، كيف لا وقد قرنها الله بمحبته، وتوعد من قدم عليها محبة شيء من الأمور المحببة طبعاً من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، وهذه المحبة يدعيها كثير من الناس اليوم، ولكن إذا نظرت إلى واقعهم ومدى تطبيقها في أنفسهم لوجدت هذه الدعوى مجردة عن البينة والبرهان، كما قيل:-

لو كان حبك صادقاً لأطعته           إن المحب لمن يحب مطيع

إن الصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم هو من تظهر علامة حبه له في نفسه وواقعه، ومن أهم تلك العلامات البارزة في معرفة حبه صلى الله عليه وسلم ما يلي:

1- امتثال أوامره واجتناب نواهيه، والاقتداء به في جميع شرائعه، والعمل بسنته، والتأدب بآدابه في العسر واليسر والمنشط والمكره، كما قال تعالى: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ))[آل عمران:31].

2- تقديم ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على النفس والهوى والشيطان، حتى لا يكون في النفس شيء من إيثار هذه الأمور على النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))[الحشر:9].

3- ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم: كثرة الذكر له، فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره، قال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا))[الأحزاب:56].

4- محبة من أحب النبي عليه الصلاة والسلام من آل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار، ومعاداة من عاداهم، وبغض من أبغضهم، فمن أحب شيئاً أحب من يحبه، كما قال صلى الله عليه وسلم: {الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً من بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه}[رواه أحمد (5/ 54، 55)]، وقال صلى الله عليه وسلم: {آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار} .

5- ومن علامات المحبة: بغض ما أبغض الله ورسوله، ومعاداة من عاداه، ومجانبة من خالف سنته وابتدع في دينه كما قال تعالى: ((لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ))[المجادلة:22].

6- ومن علامات المحبة: محبة القرآن والسنة والوقوف عند حدودهما، كما قال سهل التستري: (علامة حب الله حب القرآن، وعلامة حب القرآن حب النبي صلى الله عليه وسلم، وعلامة حب النبي حب سنته).

هذا وإن الناظر في الذين ابتدعوا الاحتفال بالمولد يجد أنهم لم يتصفوا بأي علامة من هذه العلامات البارزة، ولم تظهر عليهم؛ بل تجدهم يتصفون بضدها، فلم يمتثلوا أمره بلزوم السنة، والنهي عن البدعة والإحداث في دين الله، بل طرحوا سنته جانباً، وقدموا ما تهواه نفوسهم وما يشتهونه على أوامر الله وأوامر رسوله، واشتغلوا بالمعاصي والشهوات والملذات عن ذكره صلى الله عليه وسلم، وقربوا أعداء الله، وأظهروا المودة لهم، وولوهم أمور المسلمين، فهل يبقى أدنى شك في كذبهم فيما يزعمون من أن إقامتهم للمولد إنما هو لأجل محبة النبي وتعظيم ذكره؟!!

إن المحبة الصادقة إنما تكون بطاعته فيما أمر، والابتعاد عما نهى عنه وزجر، والانقياد للشرع الذي جاء به، فلا يعبد الله إلا بما شرع، وكذلك الإكثار من الصلاة والسلام عليه، والعمل بسنته والتمسك بها، والاقتداء به في جميع الأعمال والأقوال، وتقديم قوله على كل قول، فإن أمور الدين العمدة فيها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا مكان للاعتماد على الهوى والاستحسان من غير دليل شرعي.

وصلى الله على رسول الله وآله وسلم