الرئيسة - الاحتفال بالمولد النبوي - الاحتفال بالمولد في ضوء الشريعة الإسلامية
 

بسم الله الرحمن الرحيم

الاحتفال بالمولد في ضوء الشريعة الإسلامية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:

كيف؟ لا أدري. لماذا؟              ربمـا أنني يوماً عرفتُ السببا

عالمٌ يدعو بدعوى جاهلٍ!!           وليوثُ الحربِ ترجو الأرنبا!!

سؤال مبهم في مطلعه، لكنه محيِّر في خاتمته!! والإجابة عنه تختلف باختلاف ما يدور حول السؤال من مبهمات حياتنا التي كثرت، وكل منها يحتاج إلى أسئلة لكنها أحوج إلى إجابات تشفي.

كيف تصبح محبة الرسول صلى الله عليه وسلم حيدة عن دينه وهديه؟!

كيف تصاغرت همم الناس للاشتغال بذكر شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم ومآثره في يوم أو بعض يوم من العام، ثم يُتناسى ويُهجر ذكره سائر العام؟!

ولماذا تنفق الأموال وتسير الجموع إلى مثل هذه المواقف، والمسلمون في كل أرض يذبحون ويتخطفون؟!

أسئلة تطرح نفسها مع كل موسم يتنادى فيه القوم لاحتفال من احتفالاتهم، والتي من أشهرها: الاحتفال بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أجروه مجرى الواجبات، حتى أصبح من الشعائر التي يعز عليهم إغفالها أو ترك القيام بها؛ بل حسبوه ديناً لا يرون الحق غيره؛ مع تفريطهم في كثير من فروض الأعيان والكفايات فضلاً عن السنن والمستحبات.

وإنه مع إطلالة كل عام هجري أضحى من الواجب على أهل العلم وطلابه أن يذكروا إخوانهم المسلمين بهذا الأمر الذي لا يعين عليه إلا الله؛ فقد فني عليه الكبير، وكبر عليه الصغير؛ وذلك لأن الذكرى واجبة، نفعت أم لم تنفع، معذرةً إلى الله تعالى، ولعلهم أو بعضهم يتقون.

وقبل الشروع في المقصود وهو بيان حكم الشرع في هذا العمل، هناك تمهيدات ومقدمات لا بد من التنبيه عليها والإشارة إليها؛ لصلتها الوثيقة باستيعاب حكم الشرع في هذا العمل..

المقدمة الأولى:

ما حقيقة محبة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ وما علاقة ذلك؟

إن حب الرسول صلى الله عليه وسلم إسلام وإيمان، وبغضه كفر ونفاق؛ بل لا يكتمل إيمان العبد حتى يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من نفسه وولد وماله، كما قال صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه.

وقد بين الله سبحانه وتعالى حقيقة هذه المحبة ودل على علاماتها حيث قال: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))[آل عمران:31]  .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره: (هذه الآية هي الميزان التي يعرف بها من أحب الله حقيقة ومن ادعى ذلك دعوى مجردة، فعلامة محبة الله اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جعل متابعته وجميع ما يدعو إليه طريقاً إلى محبته ورضوانه، فلا تنال محبة الله ورضوانه وثوابه إلا بتصديق ما جاء به الرسول من الكتاب والسنة، وامتثال أمرهما واجتناب نهيهما).

وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في عمدة التفسير: (هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي، والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} ، متفق عليه.

ولهذا قال تعالى: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)) [آل عمران:31] أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض العلماء الحكماء: ليس الشأن أن تُحِب، إنما الشأن أن تُحِب) ا هـ.

فحقيقة وعلامة محبة الله ورسوله هي اتباع أوامرهما، واجتناب نواهيهما، فالحب الوجداني وحده لا يكفي -على الرغم من أهميته- ما لم يكن مقروناً بحب الاتباع والانقياد والطاعة له صلى الله عليه وسلم؛ إذ لو كان الحب الوجداني وحده كافياً لنفع أبا طالب في الخروج من النار؛ فقد كان محباً للرسول صلى الله عليه وسلم، حامياً له؛ مادحاً له ولدينه.

ومن العجيب الغريب: قصر البعض -هدانا الله وإياهم سبل السلام- محبته صلى الله عليه وسلم على هذا الحب الوجداني، متمثلاً في إنشاد وتلحين قصائد المدائح التي لا تخلو غالباً من الغلو إن سلمت من الشركيات، ومتمثلاً في الرقص والتواجد، وإحياء الحوليات، والاحتفال بالموالد؛ بل لقد بلغ الغرور ببعضهم أن يحكم على من لا يقرهم على ذلك ويشاركهم فيه ويمارسه معهم، بأنه لا يحب الرسول صلى الله عليه وسلم!! وهذا لعمر الله من الافتراء المبين، والظلم المشين، والغرور اللئيم؛ حيث قلبوا الموازين وافتروا على رب العالمين، وتلاعبوا بسنة سيد المرسلين، وأجحفوا في حق إخوانهم في الدين، حيث جعلوا البدعة سنة، والمنكر معروفاً، والباطل حقاً.

المقدمة الثانية:

ليس هناك في الدين بدعة حسنة وبدعة سيئة؛ فإن البدع كلها سيئة وباطلة، وإن كانت متفاوتة في السوء؛ فمنها ما هو كفر، ومنها ما هو حرام، ومنها ما هو مكروه، وكلها مردودة على صاحبها، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإليك طرفاً من الأدلة على ذلك:

1) حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين ترفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد} ، ولمسلم: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} ، وقد عد العلماء هذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم.

2) حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه وفيه: {...فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة ضلالة} . وكلمة (كل محدثة) نكرة في سياق العموم، وهي تشمل كل بدعة صغيرة كانت أم كبيرة، وسواء كانت قولية أم فعلية أم اعتقادية.

3) قول الله عز وجل: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا))[المائدة:3]  . قال الإمام مالك رحمه الله: (ما لم يكن في ذلك اليوم ديناً فلن يكون اليوم ديناً)، وقال: (من زعم أن الدين لم يكتمل فقد زعم أن محمداً خان الرسالة).

المقدمة الثالثة:

هناك خلط بين البدع والمصالح المرسلة، فإن المصالح المرسلة هي كل ما جلب خيراً أو دفع ضراً، ولم يرد في الشرع ما يثبته أو ينفيه، مع موافقته لمقاصد الشرع وحاجة الناس الماسة له، نحو: كتابة القرآن وجمعه في مصحف في عهد الخليفتين الراشدين أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، ونحو كتابة العلم، وتدوين السنة، واتخاذ المحراب، وسنِّ عثمان للأذان الأول للجمعة عندما توسعت المدينة وكثر الناس بها.. ونحو ذلك.

فهل هناك علاقة بين هذه المصالح المرسلة وبين المحدثات التي ليس لها أصل في الدين، نحو الاحتفال بالموالد والحوليات وما شاكلها؟ هل هناك من علاقة بين ما فعله السلف الصالح، واقتضته المصلحة، وحتَّمته الحاجة، وبين ابتداع الخلف لأمور ما أنزل الله بها من سلطان، ولم تؤثر عن عَلَمٍ من الأعلام؟!

اللهم لا وألف لا...

المقدمة الرابعة:

من المعلوم لدى الجميع -أي القائلين ببدعية الاحتفال بالمولد والقائلين بجوازه- أن الاحتفال بالمولد لم يكن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة الكرام، ولا التابعين لهم بإحسان، فلم يؤثر عن السلف الصالح رحمهم الله، إنما ابتدعه الفاطميون أتباع عبيد بن ميمون القداح اليهودي في القرن الرابع.

وبعد هذه المقدمات الأربع نقول وبالله التوفيق:

إن الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من الموالد، وتخصيصها بذكر أو دعاء أو أناشيد أو دف أو صلاة أو أي عبادة أو شعار يتخذ فيها إعلاماً بهذه اليوم.. كل هذا بدعة ضلالة، ومنكر عظيم يجب إنكاره.

ولم يدل عليه دليل من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس صحيح، ولا حتى دليل عقلي ولا فطري، وما كان بهذه الصيغة فهو بدعة مذمومة.

قال الحافظ ابن رجب: (والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه).

وقال أيضاً: (فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة، والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقاد أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة).

والبدعة كذلك (ما لم يشرعه الله من الدين، فكل من دان لله بشيء لم يشرعه الله فذاك بدعة وإن كان متأولاً).

والاحتفال بالمولد من هذا القبيل؛ فإنه لم يدل عليه دليل؛ لا من الكتاب ولا من السنة، ولا من عمل السلف الصالح، فتبين بذلك أنه لم يشرعه الله تعالى، وما لم يشرعه الله تعالى فإنه بدعة محدثة، ولا عبرة بمن قال به أو عمل به، وإن كثروا؛ فإن الكثرة لا تدل على أن الحق معها؛ بل إن الحق هو ما دل عليه الكتاب والسنة.

وإذا كان البعض ينازع في بدعية المولد؛ فإن القاعدة الشرعية تقتضي رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله عز وجل: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا))[النساء:59]  وقال تعالى: ((وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ)) [الشورى:10].

وقد رددنا هذه المسألة إلى كتاب الله سبحانه، فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتباع الرسول فيه.

إذا تبين هذا فإن القول ببدعية الاحتفال بالمولد هو الموافق لأصول الدين وثوابت الشريعة، وتظهر صحة هذا القول من خلال الأوجه التالية:

الوجه الأول:

 أن هذا الفعل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أمر به ولا فعله صحابته ولا أحد من التابعين ولا تابعيهم، ولا فعله أحد من أهل الإسلام خلال القرون المفضلة الأولى وإنما ظهر-كما تقدم- على أيدي أناس هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان وهم الباطنيون.

إذا تقرر هذا فالذي يفعل هذا الأمر داخل ضمن الوعيد الذي توعد الله عز وجل صاحبه وفاعله بقوله: ((وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا))[النساء:115]  والذي يفعل ما يسمى بالمولد لاشك أنه متبع لغير سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وتابعيهم.

الوجه الثاني:

أن الذي يمارس هذا الفعل واقع فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: {إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة}  وجاء في رواية أخرى: {وكل ضلالة في النار}.

فقوله: (كل بدعة ضلالة) عموم لا مخصص له، يدخل فيه كل أمر مخترع محدث لا أصل له في دين الله، والعلماء مجمعون على أنه أمر محدث، فصار الأمر إلى ما قلنا أنه بدعة ضلالة تودي بصاحبها إلى النار أعاذنا الله منها.

الوجه الثالث:

أن فاعل هذه البدعة غير مأجور على فعله؛ بل إن فعله مردود عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} ، ولا يكفي حسن النية؛ بل لابد من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم.

الوجه الرابع:

قال الله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا))[المائدة:3] .

والذي يقول: إن المولد عبادة نتعبد لله تعالى بها، فهو مكذب بهذه الآية، وهو كفر بالله عز وجل، فإن قال إنه مصدق بها، لزمه أن يقول: إن المولد ليس بعبادة، وهو أقرب إلى العبث واللعب منه إلى ما يقرب إلى الله عز وجل.

وقلنا له: أيضاً كأنك مستدرك على الله وعلى رسوله بأنهم لم يدلونا على هذه العبادة العظيمة التي تقرب إلى الله والرسول تعالى.

فإن قال: أنا لا أقول أنها عبادة، ولا أستدرك على الله ورسولهـ وأنا مؤمن بهذه الآية؛ لزمه الرجوع إلى القول الحق، وأنها بدعة محدثة، هدانا الله وكل مسلم لما يحبه ويرضاه.

الوجه الخامس:

أن الممارس لهذا الأمر-أعني بدعة المولد- كأنه يتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة وعدم الأمانة -و العياذ بالله- لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله.

قال الإمام مالك �رحمه الله-: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله يقول: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا))[المائدة:3] فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً).

الوجه السادس:

 أن فاعل المولد معاند للشرع ومشاق له؛ لأن الشارع قد عين لمطالب العبد طرقاً خاصة على وجوه وكيفيات خاصة، وقصر الخلق عليها بالأوامر والنواهي، وأخبر أن الخير فيها والشر في مجاوزتها وتركها؛ لأن الله أعلم بما يصلح عباده، وما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب إلا ليعبدوه وفق ما يريد سبحانه، والذي يبتدع هذه البدعة راد لهذا كله، زاعم أن هناك طرقاً أخرى للعبادة، وأن ما حصره الشارع أو قصره على أمور معينة ليس بلازم له، فكأنه يقول بلسان حاله: إن الشارع يعلم وهو أيضا يعلم بل ربما يفهم أن يعلم أمرا لم يعلمه الشارع سبحانك هذا بهتان عظيم وجرم خطير وإثم مبين وضلال كبير.

الوجه السابع:

أن في إقامة هذه البدعة تحريفاً لأصل من أصول الشريعة، وهو محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه ظاهراً وباطناً، واختزالها في هذا المفهوم البدعي الضيق الذي لا يتفق مع مقاصد الشرع المطهر إلى دروشة ورقص وطرب وهز للرءوس؛ لأن الذي يمارسون هذه البدعة يقولون: إن هذا من الدلائل الظاهرة على محبته ومن لم يفعلها فهو مبغض للنبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا لاشك تحريف لمعنى محبة الله ومحبة رسوله؛ لأن محبة الله ورسوله تكون باتباع سنته ظاهراً وباطناً، كما قال جل وعلا: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ))[آل عمران:31].

فالذي يجعل المحبة بإقامة هذه الموالد محرف لشريعة الله التي تقول: إن المحبة الصحيحة تكون باتباعه صلى الله عليه وسلم، بل محو لحقيقة المحبة التي تقرب من الله وجعلها في مثل هذه الطقوس التي تشابه ما عند النصارى في أعيادهم، وبهذا يعلم أنه (ما أحييت بدعة إلا وأميتت سنة).

الوجه الثامن:

 أن الاحتفال بالمولد فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح، وهذا مصداق ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟} رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

فإذا علم ذلك فليعلم أن التشبه بالنصارى وغيرهم من المشركين حرام شديد التحريم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقوم فهو منهم}  رواه الإمام أحمد وأبو داود من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وصححه ابن حبان.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قول النبي صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقوم فهو منهم}  موجب هذا تحريم التشبه بهم مطلقاً.

الوجه التاسع:

 أن فيه قدحاً في من سبقنا من الصحابة ومن أتى بعدهم بأننا أكثر محبة للنبي صلى الله عليه وسلم منهم، وأنهم لم يوفوه حقه من المحبة والاحترام؛ لأن فاعلي المولد يقولون عن الذين لا يشاركونهم: أنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه التهمة منصرفة إلى أصحابه الأطهار الذين فدوه بأرواحهم وبآبائهم وأمهاتهم، رضي الله عنهم وأرضاهم.

الوجه العاشر:

أن فاعل هذا المولد واقع فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم أمته صراحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: {لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم} ، فقد نهى عن تجاوز الحد في إطرائه ومدحه، وذكر أن هذا مما وقع فيه النصارى وكان سبب انحرافهم.

وما يفعل الآن من الموالد من أبرز مظاهر الإطراء، وإذا لم يكن في الموالد التي تنفق فيها الأموال الطائلة، وتنشد فيها المدائح النبوية التي تشتمل على أعظم أنواع الغلو فيه صلى الله عليه وسلم، من إعطائه خصائص الربوبية إذا لم يكن فيها ففيم يكون الإطراء؟!

الوجه الحادي عشر:

أن بدعة المولد النبوي مجاوزة في الحد المشروع، ومجاوزة في حد ما أمرنا به من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومجاوزة للحد المشروع في إقامة الأعياد، فليس في شرعنا للمسلمين إلا عيدان فقط، ومن أتى بثالث فهو متجاوز للحد المشروع.

الوجه الثاني عشر:

أن فعل المولد غلو مذموم في شخص النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من أعظم الذرائع المؤدية للشرك الأكبر وهو الكفر المخرج من الملة؛ لأن الغلو في الصالحين كان سبب وقوع الأمم السابقة في الشرك وعبادة غير الله عز وجل.

وقد جاءت الشريعة بسد الذرائع الموصلة للشرك.

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم:{إياكم والغلو؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو}، وهذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال، وإن كان سبب وروده في في لقط الجمار، ونهيه عن لقط الكبار من الجمار؛ لأنه نوع من الغلو في العبادة، ومجاوزة للحد المشروع.

ومعلوم أن سبب الشرك الذي وقع في بني آدم هو مجاوزة الحد والغلو في تعظيم الصالحين، فقد جاء في البخاري برقم (4920) عن ابن عباس في قول الله تعالى: ((وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا))[نوح:23]  قال: {هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عُبدت}.

وقارن بما حصل عند قوم نوح، مع أنهم لم يصرفوا شيئاً من العبادة في أول الأمر، حتى وقعوا في الشرك، والسبب هي هذه التماثيل، وهي مظهر من مظاهر الغلو، وانظر ما حصل ويحصل في الموالد، فهو ليس من ذرائع الشرك فحسب؛ بل إنه الشرك بعينه؛ من دعاء لغير الله عز وجل، وإعطائه صلى الله عليه وسلم بعض خصائص الرب جل وعلا؛ كالتصرف في الكون، وعلم الغيب، ففي هذه الموالد يترنمون بالمدائح النبوية وعلى رأسها بردة البوصيري الذي يقول:

يا أكرمَ الخلقِ ما لي من أَلُوذ به           سواكَ عندَ حلُول الحادثِ العممِ

فإنَّ منْ جودِك الدنيا وضرتها            ومنْ علومِك علمُ اللَّوحِ والقلمِ

ويقول أحمد بن محمد ابن الحاج السلمي:

نوُر الهدى قَد بَدا في العُرْبِ والعَجَمِ             سعدُ السُّعودِ علا في الحلِّ والحرمِ

بمولدِ المصطفى أصلِ الوجُودِ ومنْ               لولاه لم تَخرجِ الأكوانُ منْ عدمِ

فماذا بقي لرب العباد؟! إن هذا ليس شركاً في الألوهية بل هو شرك في الربوبية، وهو أعظم من شرك كفار قريش، والعياذ بالله؛ لأن كفار قريش كانوا يعتقدون أن المتصرف في الكون هو الله عز وجل لا أصنامهم، وهؤلاء يزعمون أن المتصرف في الكون الذي بيده الدنيا والآخرة هو النبي صلى الله عليه وسلم.

وانظر إلى قوله: (يا أكرمَ الخلقِ مالي من ألوذُ به) فهو يعتبر رسول الله هو الملاذ، وهو الذي يُستغاث به ويدعى عند الملمات، وهذا هو عين شرك كفار قريش الذي يعبدون الأوثان بل هم أحسن حالاً؛ فإنهم عند الشدائد يخلصون الدعاء والعبادة، والبوصيري عند الشدائد والملمات يدعو غير الله!!

والموالد لا يمكن أن تقوم بغير أبيات البردة والله المستعان، فهي الشعيرة والركيزة الأساسية في هذه الموالد البدعية.

ولو لم يكن فيها إلا هذه المفسدة لكفى بها مبرراً لتحريمها والتحذير منها.

وإن زعم شخص أنه سوف يخليه مما تقدم قلنا له: المولد بحد ذاته هو مظهر من مظاهر الغلو المذموم؛ فضلاً عما يحتويه من طوام عظيمة، وبدعة في الدين محدثة، لم يشرعها ولم يأذن بها الله عز وجل.

الوجه الثالث عشر:

أن الفرح بهذا اليوم والنفقة فيه وإظهار الفرح والسرور فيه قدح في محبة العبد لنبيه الكريم؛ إذ هذا اليوم باتفاق هو اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يفرح فيه والله المستعان؟!

وأما يوم مولده فمختلف فيه، فكيف تكون عبادة عظيمة تقرب إلى الله واليوم الذي يحتفل فيه غير مجزوم به؟!

يقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري [شرح حديث برقم 3641]: (قد أبدى بعضهم للبداءة بالهجرة مناسبة فقال: كانت القضايا التي اتفقت له ويمكن أن يؤرخ بها أربعة مولده ومبعثه وهجرته ووفاته فرجح عندهم جعلها من الهجرة؛ لأن المولد والمبعث لا يخلو واحد منهما من النزاع في تعيين السنة، وأما وقت الوفاة فأعرضوا عنه لما توقع بذكره من الأسف عليه فانحصر في الهجرة) ا.هـ.

ويقول ابن الحاج في المدخل [2/15]: (ثم العجب العحيب كيف يعملون المولد للمغاني والفرح والسرور لأجل مولده عليه الصلاة والسلام كما تقدم في هذا الشهر الكريم، وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عز وجل وفجعت الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً، فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير، وانفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به......) ا. هـ.

الوجه الرابع عشر:

اشتمال هذه الموالد على كثير من كبائر وعظائم الأمور، والتي يرتع فيها أصحاب الشهوات ويجدون فيها بغيتهم، مثل: الطرب والغناء، واختلاط الرجال بالنساء، ويصل الأمر في بعض البلدان التي يكثر فيها الجهل أن يشرب فيها الخمر، وكذلك إظهار ألوان من الشعوذة والسحر، ومن يحضر هذه الأماكن بغير نية القربة فهو آثم مأزور غير مأجور، فكيف إذا انضم إليه فعل هذه المنكرات على أنها قربة إلى الله عز وجل؟! فأي تحريف لشعائر الدين أعظم من هذا التحريف؟!

الوجه الخامس عشر:

اشتماله على أنواع عظيمة من البذخ والتبذير، وإضاعة الأموال وإنفاقها على غير أهلها.

الوجه السادس عشر:

أن في هذه الموالد التي كثرت وانتشرت حتى وصلت في بعض الأشهر أن يحتفلوا بثمانية وعشرين مولداً أن فيها من استنفاد الطاقات والجهود والأموال، وإشغال الأوقات وصرف الناس عما يكاد لهم من قبل أعدائهم، فتصبح كل أيامهم رقصاً وطرباً وموالد، فمتى يتفرغون لتعلم دينهم ومعرفة ما يخطط لهم من قبل أعدائهم ولهذا لما جاء المستعمرون للبلاد الإسلامية حاولوا القضاء على كل معالم الإسلام، وصرف الناس عن دينهم، ومحاولة إشاعة الرذيلة بينهم، وما كان من تصرفات المسلمين فيه مصلحة لهم وفت في عضد المسلمين، وإضعاف لشأنهم فإنهم باركوه وشجعوه، مثل الملاهي والمحرمات ونحوها، ومن ذلك البدع المحدثة التي تصرف الناس عن معالم الإسلام الحقيقية، مثل بدعة المولد وغيرها من الموالد، بل مثل هذه البدع من أسباب تخلف المسلمين وعدم تقدمهم على غيرهم.

الوجه السابع عشر:

أن الله تعالى شرع لهذه الأمة على لسان نبيها صلى الله عليه وسلم سبعة أعياد في سبعة أيام، وهي: يوم الجمعة، ويوم الفطر، ويوم الأضحى، ويوم عرفة، وأيام التشريق.

وبهذا يعلم أن ما سوى ذلك من الأعياد فهو بدعة وضلالة، مثل: عيد المولد النبوي، وليلة المعراج، وليلة النصف من شعبان، ومن هذا الباب أيضاً أعياد المجوس عند بعض الملوك والرؤساء، وأعياد الثورة عند المنازعين للملوك والرؤساء، انتصار بعضهم على بعض، وأعياد جلاء المستعمرين عند بعض المنتسبين إلى الإسلام، فكل هذه الأعياد المحدثة من باب واحد، وكلها داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)، وفي عموم قوله صلى الله عليه وسلم أيضاً: {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد}.

والخلاصة:

أن الاحتفال بالمولد من البدع المنكرة التي ليس لها أصل في الشريعة ترجع إليه، وإنما هي مخالفة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته.

والبدعة مهما عمل الناس بها، ومهما مرَّت عليها الأزمنة والعصور، ومهما عمل بها أو رضي بها من يدَّعي العلم، لا يمكن أن تكون في يوم من الأيام سنَّة يؤجر على فعلها.

 والذين يحتفلون بهذه الموالد قد آثروا أقوال علماء الغواية والجهالة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن استشهدوا بهما فهم يؤولون معانيهما على ما يوافق شهواتهم وهوى أنفسهم، ويدلُّ على ذلك تعصبهم لأقوال مشايخهم الذي ضلُّوا وأضلُّوا، ولو كانوا يبحثون عن الحق لسألوا أهل العلم واستفسروا منهم، وفحصوا الأدلة والبراهين، وإذا اتضح لهم الطريق المستقيم اتبعوه، ولكن المكابرة سلاح الجاهل يطعن به نفسه.

 وصدق الله العظيم القائل في محكم كتابه: ((وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)) [النور: 47- 52].

والقائل سبحانه وتعالى: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً *وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً *أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً * وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً * فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) [النساء: 60 - 65].

 والقائل أيضاً في محكم كتابه: ((وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً))[النساء:115].

 وهل قام الذين يحتفلون بالموالد بكل تعاليم الإسلام كبيرها وصغيرها من الأركان والفروض والواجبات والسنن حتى يبحثوا عن بدعة حسنة -كما يزعمون- رغبة في زيادة الأجر والثواب من الله؟! الله أكبر!!!

 نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق إلى صراطه المستقيم، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله أعلم.