الرئيسة - أقوال العلماء وفتاويهم - أقوال علماء الأمة في بدعة المولد
 

بسم الله الرحمن الرحيم

أقوال علماء الأمة في بدعة المولد

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد..

فقد تظافرت أقوال علماء المسلمين وتواترت فتاويهم في القديم والحديث على بدعية الاحتفال بمولد سيد البشر، وأنه مما دخل في ديننا من قبل العبيديين الفاطميين، وهاك أقوال هؤلاء العلماء الأجلاء، واستمع لما ينصون عليه حتى لا تلتبس عليك الشكوك والأوهام من هنا أو هناك:

1- الشيخ تاج الدين عمر بن علي اللخمي المشهور بالفاكهاني المالكي رحمه الله:

قال: (لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفس اعتنى بها الأكالون.. إلخ) [السنن والمبتدعات (ص: 143)].

2- الإمام ابن الحاج رحمه الله:

قال: (فصل في المولد: ومن جملة ما أحدثوه من البدع، مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات وأظهر الشعائر ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد وقد احتوى على بدع ومحرمات جملة) [المدخل: (2/ 2-10)].

3- الإمام أبو عمرو بن العلاء رحمه الله:

قال: (لا يزال الناس بخير ما تعجب من العجب - هذا مع أن الشهر الذي ولد فيه رسول الله وهو ربيع الأول هو بعينه الشهر الذي توفي فيه، فليس الفرح بأولى من الحزن فيه، وهذا ما علينا أن نقول، ومن الله تعالى نرجو حسن القبول) [الحاوي للسيوطي (1/ 190)].

4- العلامة أبو عبد الله محمد المحضار رحمه الله:

قال: (ليلة المولد لم يكن السلف الصالح يجتمعون فيها للعبادة ولا يفعلون فيها زيادة على سائر ليالي السنة؛ لأن النبي لا يعظم إلا بالوجه الذي شرع به تعظيمه..) [المعيار المعرب والجامع المغرب (ص: 99- 101)].

5- الشيخ نصير الدين المبارك الشهير بابن الطباخ رحمه الله:

قال: (ليس عمل المولد من السنن).

6- الحافظ أبو زرعة العراقي رحمه الله:

قال: (لا نعلم ذلك -أي عمل المولد- ولو بإطعام الطعام عن السلف) [تشنيف الآذان (ص: 136)].

7- الإمام الشاطبي المالكي رحمه الله:

فقد عد أنواع البدع ومنها (اتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيداً، وذمه المولد) [الاعتصام (ص: 34)].

8- ظهير الدين جعفر التزمنتي رحمه الله:

قال: (عمل المولد لم يقع في الصدر الأول من السلف الصالح مع تعظيمهم وحبهم له -أي النبي- إعظاماً ومحبة لا يبلغ جمعنا الواحد منهم ولا ذرة منه).

9- شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

قال: (وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية، كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال: إنها ليلة المولد، أو بعض ليالي رجب، أو ثامن عشر من ذي الحجة، وأول جمعة من رجب، أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار، فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف، ولم يفعلها، والله سبحانه وتعالى أعلم) [مجموع الفتاوى (25/ 298)].

10- الشيخ محمد عبد السلام خضر الشقيري رحمه الله:

قال: (فاتخاذ مولده موسماً والاحتفال به بدعة منكرة، وضلالة لم يرد بها شرع ولا عقل، ولو كان في هذا خير كيف يغفل عنه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة والتابعون وتابعوهم والأئمة وأتباعهم) [السنن والمبتدعات بالأذكار والصلوات (ص: 138)].

11- السيد علي فكري:

قال: (لم يكن في سنة العرب أن يحتفلوا بتاريخ ميلاد لأحد منهم، ولم تجر بذلك سنة المسلمين فيما سلف، والثابت في كتب التاريخ وغيرها أن عادة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من العادات المحدثة) [المحاضرات الفكرية (ص: 128)].

12- الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله:

قال: (هذه الموالد بدعة بلا نزاع، وأول من ابتدع الاجتماع لقراءة قصة المولد أحد ملوك الشراكسة بمصر) [المنار (17/ 111)].

13- العلامة الألباني رحمه الله:

قال: (ونحن -وإياهم- مجمعون على أن هذا الاحتفال أمر حادث لم يكن، ليس فقط في عهده صلى الله عليه وسلم، بل ولا في عهد القرون الثلاثة، ومن البدهي أن النبي في حياته لم يكن ليحتفل بولادة إنسان ما إنما هي طريقة نصرانية مسيحية لا يعرفه الإسلام مطلقاً في القرون المذكورة..) [من شريط بدعة المولد].

14- الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله:

قال: (لا شك أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من البدع المحدثة بعد أن انتشر الجهل في العالم الإسلامي، وصار للتضليل والإضلال والوهم والإيهام مجال عميت فيه البصائر، وقوي فيه سلطان التقليد الأعمى، وأصبح الناس في الغالب لا يرجعون إلى ما قام عليه الدليل على مشروعيته، وإنما يرجعون إلى ما قاله فلان وارتضاه علان، فلم يكن لهذه البدعة المنكرة أثر يذكر لدى أصحاب رسول الله، ولا لدى التابعين وتابعيهم... إلخ) [فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (3/ 54)].

15- شيخ الإسلام ابن باز رحمه الله:

قال: (وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله سبحانه وتعالى لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به.. حتى أتى هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في دين الله) [التحذير من البدع (4- 5)].

16- العلامة محمد بن عبد اللطيف رحمه الله:

قال: (إن عمل المولد من البدع المنكرات والأعمال المنكرات) [الدرر السنية (8/ 285)].

17- الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله:

قال: (وأنكر الإمام محمد بن عبد الوهاب ما كان عليه الناس في تلك البلاد وغيرها من تعظيم الموالد والأعياد الجاهلية، التي لم ينزل الله بها سلطاناً، ولم ترد به حجة شرعية ولا برهان، لأن ذلك فيه مشابهة للنصارى الغالين في أعيادهم الزمانية والمكانية، وهو باطل مردود في شرع سيد المرسلين) [مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (ص: 44)].

18- العلامة ابن عثيمين رحمه الله:

قال: (الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل التقرب إلى الله وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم عبادة، وإذا كان عبادة فإنه لا يجوز أبداً أن يحدث في دين الله ما ليس منه، فالاحتفال بالمولد بدعة محرمة) [مجلة المجاهد (عدد/ 22)].

19- الشيخ يوسف القرضاوي:

قال: (الأعياد عندنا مرتبطة بشعائر، والذي حددها هو صاحب المولد صلى الله عليه وسلم، وهو القائل: {إن الله أبدلكما بيومي الجاهلية: عيد الفطر وعيد الأضحى}، ولم يجعل يوم مولده عيداً؛ لأن مولده صلى الله عليه وسلم مولداً عادياً، فالمسيح ولد من غير أب، وحدثت حوله ضجة، واهتم القرآن به، وذكره في سورة مريم وآل عمران، ولذلك لم تذكر قصة المولد في القرآن قط، على خلاف ما ذكر، كالهجرة والمعراج والغزوات وهذه الأشياء، فلذلك لم يشرع لنا الاحتفال بالمولد أو التعبد بالاحتفال بالمولد، فنحن في هذا متبعون في هذا متتبعون ولسنا مبتدعين، متبعون لما شرعه النبي) [من برنامج الشريعة والحياة برنامج على قناة الجزيرة].

20- الشيخ العلامة حمود التويجري رحمه الله:

قال: (فالذين يتخذون المولد عيداً ليسوا من الذين ترجى لهم المثوبة على هذه البدعة، وإنما هم من الذين تخشى عليهم العقوبة على مخالفتهم للأمر الذي كان عليه رسول الله وأصحابه) [الرد القوي على الرفاعي والمجهول ابن علوي (ص: 223)].

21- الشيخ علي محفوظ من كبار علماء مصر رحمه الله:

قال: (قيل: أول من أحدثها -أي الموالد- بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع، فابتدعوا ستة موالد: المولد النبوي...) [الإبداع في مضار الابتداع (ص: 251)].

22- العلامة عبد الله بن حميد رحمه الله:

قال: (فالمقيمون لتلك الحفلات وإن قصدوا بها تعظيمه صلى الله عليه وسلم فهم مخالفون لهديه، مخطئون في ذلك، إذ ليس من تعظيمه أن تبتدع في دينه بزيادة أو نقص أو تغيير أو تبديل، وحسن النية وصحة القصد لا يبيحان الابتداع في الدين) [الرسائل الحسان في نصائح الإخوان للشيخ ابن حميد (ص: 39)].

23- العلامة الفوزان حفظه الله:

قال: (وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي فلم نجد له أصلاً في سنة رسول الله، ولا في سنة خلفائه الراشدين، إذاً فهو من محدثات الأمور، ومن البدع المضللة) [حقوق النبي بين الإجلال والإخلال (ص: 139)].

24- العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله:

قال: (الاحتفال بالموالد وتخصيصها بذكر أو دعاء أو أناشيد أو دف أو صلاة أو أي عبادة أو شعار يتخذ فيها إعلاماً بهذا اليوم: يوم المولد، سواء كان مولد نبي أو ولي أو من تدعى ولايته، كالرفاعي والبدوي والبيومي والدسوقي وغيرهم في جل أصقاع العالم الإسلامي أو عظيم من الولاة أو العلماء أو ما يتخذه بعض الناس من اتخاذ عيد لمولده بمناسبة إطفاء ثلاثين شمعة، أي مضي ثلاثين سنة، وهكذا في كل عام، كل هذا بدعة ضلالة، ومنكر يجب إنكاره، ولا عهد لأمة محمد صلى الله عليه وسلم به قبل اتخاذ العبيدين في عام (362) مولد النبي صلى الله عليه وسلم، إبان حكمهم بمصر، ثم امتد إحداثهم للأعياد حتى جعلوا في كل يوم عيداً للنبي صلى الله عليه وسلم على مدار العام، ثم انتقلت هذه إلى بعض أهل السنة، ووقع بسببه معارك كلامية، وافتراءات على من أنكر هذه البدعة وأنه يبغض النبي صلى الله عليه وسلم وحاشاهم) [تصحيح الدعاء (ص: 110- 111)].


 

كما أن هناك من المستحسنين لهذه البدعة من يقر ويعترف بأن الاحتفال بالمولد أمر محدث، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته من بعده يفعلونه.

ومن هؤلاء:

1- السيوطي:

حيث قال: (أول من أحدث فعل ذلك -أي: الاحتفال بالمولد- صاحب إربل الملك المظفر) [حسن المقصد ضمن الحاوي للفتاوى (1/ 189)].

2- السخاوي:

حيث قال: (أصل عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعدها بالمقاصد الحسنة) [نقلاً من المورد الروي في المولد النبوي لملا علي قاري (ص: 12)].

3- أبو شامة:

حيث يقول: (ومن أحسن ما ابتدع في زماننا من هذا القبيل: ما كان بمدينة إربل جبرها الله تعالى كل عام في اليوم الموافق ليوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقات والمعروف، وإظهار الزينة والسرور) [الباعث على إنكار البدع والحوادث (ص: 95)].

4- محمد علوي مالكي:

حيث يقول: (فالاحتفال بالمولد وإن لم يكن في عهده صلى الله عليه وسلم، فهو بدعة ولكنه حسنة) [حول الاحتفال بالمولد (ص: 19)].

5- يوسف الرفاعي:

حيث يقول: (إن اجتماع الناس على سماع قصة المولد النبوي الشريف، أمر مستحدث بعد عصر النبوة، بل ما ظهر إلا في أوائل القرن السادس الهجري) [الرد المحكم المنيع (ص: 153)].

وبهذه النقولات يتضح جلياً أن السلف الصالح لم يحتفلوا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن تركهم إياه إلا لكونه لا خير فيه.

وكل خير في اتباع من سلف                 وكل شر في ابتداع من خلف

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..