قناديل الصلاة... مشاهدات في منازل الجمال

قناديل الصلاة... مشاهدات في منازل الجمال





إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ كثيرة هي المصنفات والكتب التي ألفت في موضوع الصلاة، وكثيرة هي الأقلام التي نسجت بمداد الصدق والإخلاص تفاصيل محراب التبتل بين يدي الخالق العظيم، خيوط نور تهدي السالكين إلى أقوم المسالك الموصلة إلى أعتاب الله، لا تتزاحم أبدًا وإن اختلفت ألوانها وتباينت من حيث ما تشيعه من دفء وحرارة، كلها تتآزر وتلتحم ويكمل بعضها بعضا، ليستعيد الجناح المهيض عافيته، ويفلت من إسار الشرود، ليحلق في أجواء الحرية والطهر والصفاء من جديد، عبدًا لله وحده، يشكل من خلال الركوع والسجود والقيام والقعود، سلوك التناغم والإنسجام مع كل ذرة من ذرات هذا الكون الشاسع المسبح بحمد الله العلي القدير.
خيوط نور قد يفتح الله على اللاحق منها فيضيف إلى السابق ويزيد عليه، وقد يكتفي اللاحق بإعادة تشكيل تفاصيل المحراب كما رقشها السابق دون أن يزيد أو يضيف إلى المعمار الرائع ولو لبنة واحدة، وقد تأتي المحاولة الأخيرة باهتة ضعيفة أمام شلال الإحاطة والدقة التي وسم بها التليد.. ورغم ذلك كله يبقى لكل لون طعمه الخاص ودائرته التي يملأ جوانحها بفيض لألانه، والتي قد تتسع أو تضيق حسب قوة الشعاع وقدرته على الامتداد والانتشار، وحسب مساحات الصفاء والاستجابة والقابلية الثاوية في غور ذوات يحاصرها صقيع المنافي وتتلبسها الأهواء السود.
ومن هذه الأنوار التي نحرص أن يعم وهجها الرباني كل نفس، وأن تصل خيوطها إلى عمق كل وجدان توقظ فيه جمال الرجاء ولذة العبادة وتحيي فيه شوق التبتل الصادق بين يدي من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وتؤجج فيه رغبة الارتواء من نور الهداية، من هذه الأنوار نقدم لك أيها القارئ الكريم "قناديل الصلاة".

مشكاة المسافر في هذه الدنيا التي يمسخ الإنسان فهيا ألف مرة في اليوم، وتمسخ معه فيها كل القيم والأفكار والأشياء الجميلة.

كوثر انثيالات رقراق تغوص فيه الروح دون تردد، لتتطهر من كل أدران الطين الذي أضحى يجلل أرواح أبناء الصحوة وغيرهم من المسلمين الذين استغفلهم دنيا الكدح فكبلت فيهم لحظات الصفاء والإشراق الممكنة من كشف الزغل المخاتل واجتناب (جحيم الضياع الذي لا ينتهي)، أو أغواهم مكر الليل والنهار، فانحدروا إلى قيعان اللهو والغفلة، يكرعون في صلف أجوف نخب خسران الدنيا والآخرة..

قراءة متبصرة في مفردات الذات والكون، تنطلق من قاعدة توحيد الوجهة نحو الله الواحد الأحد الفرد الصمد، لترسم بنبض الذات المتبتلة في محراب الجمال والجلال لوحة الخضوع المطلق، وانقياد مفردات الكون كله لرب خالق بارئ مصور.

سفر من كهف الذات المسيج بالطين وبظلمات الفجور وبالمال والأعمال إلى محراب التعبد في حضرة المعبود، سفر يدلج فيه كل المحبين إلى الله (تحفهم قناديل الأنس ويحدوهم بجمال الرجاء)، سفر من عالم الدخن والفناء إلى فضاءات الصفاء والبقاء.
تلك هي الرحلة التي نقترحها عليك أخي القارئ، رحلة تؤنسك فيها (قناديل الصلاة) بأنوارها المشعة من الأذان إلى الفاتحة إلى الركوع إلى السجود إلى... أنوار يشكلها قلم الفقيه الشاعر الروائي بلغة إبحاتية شفيفة تمتح من مشكاة القرآن وتنهل من حوض النبوة المترع بفيض الخير والجمال، فتستوي الرحلة نصا يربك الممحص الراغب في تصنيفه... قطعة أدبية فريدة، وتأملات دقيقة في حركة الإنسان والكون والحياة، وإشراقات لا يفتح الله بها إلا على العارفين به، ومادة فقهية ثرة تخترق النص من أوله إلى آخره.

تلك هي الرحلة التي نقترحها عليك أخي القارئ، فإذا شئت الإدلاج إلى محبوبك فاركب معنا (قناديل الصلاة).
 

بارقة

هل دخلت أقواس النور مرة في حياتك؟ هل شهدت كوثر السلام المتدفق في مملكة الله؟ هل ذقت من كؤوس التحيات المقدمة في جلسات التكريم؟ وهل سبحت في موجة النور الوهاج؛ فرأيت كيف تمتد الأيدي إلى الله، مستدرة ألطاف التجلي، وأمطار الغفران، فإذا بها أجنحة مرسلة في فضاءات الأنس والجمال، وخمائل الرضوان؟

هنا يا صاح من بوابة الصلاة الخضراء، تستطيع أن تخرج من كهف ذاتك إلى عالم الخير والجمال الفسيح.. بعيدًا عن شاطئ الصلصال النتن، وكهوف الطين المظلمة!

أن تفتح محراب الصلاة؛ يعني أنك تبحر إلى مقامات النور، تحت أشرعة السلام، عبر رياضة الصديقين والأنبياء، حيث تفيض الروح ببهائها على سائر أعضاء البدن، فتوقد بين الجوانح قناديل خضراء، تملأ القلب سكينة ومواجيد، ذات هالات من نور، تسري بك إلى مقام الجوار الأعلى، لدى الملك العظيم!
فانظر إلى أحوال البهجة الربيعية، وهي تميد أنسامًا لطيفة، بالغصن السالك إلى الله، ركوعًا وسجودًا، حتى إذا كان مقام التجلي الكريم، أومضت بوارق الأنس في الآفاق، وتوهجت القناديل؛ احتفالا بتدفق شلال الجمال الصافي على الأغصان الساجدة، وتفتحت راعم الخشوع أزهارًا، ورياحين، فإذا الربيع عبق يملأ الزمان والمكان! فتنهل النفس الكئيبة من دول الراحة العذبة، ومنابع الرضوان الصافي؛ فرحًا لا تظمأ بعده أبدًا...!
ثم تهب ألطاف السلام الندية:
  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
...... ..... ..... ..... ..... ..... ..... .....
وتعود إلى وطن التراب أطهر ما تكون، وأجمل ما تكون، وأقوى على اختراق عاصفات الظلام، فما زال بين جوانحك نور علوي، لا يفتأ يستمد زيته من مشكاة الله، عند كل مطلع جديد من المطالع الخمسة، في مدار الكوكب الدري.
فهل لك إذن أن تقدح أنوار الفجر بين ضلوعك فتتخلص من أغلال التراب، وتحلق بأجنحة ملائكية في سماء الروح، إلى حيث كثبان المسك ورمال العنبر تنبت أعشابًا برية، ذات أزهار تغمر القلب بعبير السلام!
فهبي يا رياح على التلال، يبتهج الجمال!

الصلاة: هذه الرياضة الفريدة الشاملة، تفتح أشواقك على مملكة الله، وتمد فؤادك بوارد السكينة الرقراق!
فالكتابات التي أمامك الآن يا صاح، رذاذ من كوثر الصلاة الفياض بأذواق التجليات العذبة، والمواجيد الندية.

فاملأ كأسك بأنداء الجمال.. وذق.

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
قناديل الصلاة... مشاهدات في منازل الجمال doc
قناديل الصلاة... مشاهدات في منازل الجمال pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى