مِنَ الأساليب الدعويةِ لتزكيةِ النفسِ: (القصة)

مِنَ الأساليب الدعويةِ لتزكيةِ النفسِ: (القصة)



القصةُ ذاتُ أهميةِ كبرى في سرعةِ استيعابِها وقوةِ تأثيرِها واستمرارِها إذا قورنَتْ بالكلامِ العادي، لأنها تمثلُ الحياةَ بكلِّ معانيها مِنْ نشاطٍ وتفكيرٍ ومواقفَ، وهي مُحَبَّبَةٌ إلى النفسِ، ولذلكَ نجدُ الاستماعَ لها كبيرًا، والإصغاءَ إليها لا يقفُ عندَ حَدٍّ.

كما أنها تدفعُ إلى المحاكاةِ والتقليدِ في الأخلاقِ والأفعالِ، وقدْ يصلُ الأمرُ بالسامعين إلى الانفعالِ التامِّ لما يجري منْ أحداثِ القصةِ، والاستغراقِ في متابعتِها مع التأثيرِ الشديدِ الذي يتسمُ بالقلقِ والحزنِ وذرفِ الدموعِ أحيانًا، أو الفرحِ والسرورِ أحيانًا أخرى.

والمنهجُ الإسلامي يستثمرُ هذا الميلَ الفطري إلى القصةِ، ومَا لَها مِنْ تأثيرٍ عجيبٍ في النفسِ، فيجعلُ منها وسيلةً مهمةً مِنْ وسائلَ التربيةِ والتزكيةِ وتقويمِ السلوكِ.

وقدْ حفلتْ الآياتُ القرآنيةُ والأحاديثُ النبويةُ بالقصصِ المؤثِّرَةِ الهادفةِ، وبخاصة القصصُ التاريخيةُ للأنبياءِ والمرسلين والأممِ السابقةِ وبعضِ حوادث السيرةِ النبويةِ، كما حفلَ التاريخُ الإسلامي بروائع القصصِ، مما تُعَدُّ بحق نموذجًا أمثلَ للقدوةِ الحسنةِ، ومادةً خصبةً للتأثيرِ في النفوسِ، ومشاهدَ حيةً مليئةً بالدروسِ والعِبَرِ.

وليسَ هناك ما هو أدلُّ على تأثيرِ القصصِ الحقِّ في النفوسِ مِنْ قولِه تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [يوسف: 111].

ولذلكَ أمرَ اللهُ – سبحانه - نبيَّه - صلى اللهُ عليه وسلم - بأنْ يَقُصَّ على المعاندين قَصَصَ السابقين، وما حلَّ بهم مِنْ عذابٍ؛ لعلَّ ذلكَ يعيدُهم إلى رشدِهم كي يحذروا أنْ يكونوا مثلَهم؛ قَالَ تعالى: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 176].

والواقعُ أنَّ استعراضَ القصصِ القرآني والنبوي، وبيانَ دورِه في تزكيةِ النفسِ، وما حفلَ به منْ دروسٍ وعِبَرٍ، لا يتسعُ له مجالُ البحثِ هنا، ولكني سأشيرُ بإيجازٍ لبعضِ هذا القصصِ لبيانِ دورِ القصةِ في التزكيةِ، وضرورةِ استغلالِ الدعاةِ لهذا الأسلوبِ المهمِّ في الدعوةِ والتربيةِ.

فَمِنْ أبرزِ القصصِ القرآني قصةُ سيدِنا يوسفَ - عليه السلام -، فهيَ مليئةٌ بالدروسِ التوجيهيةِ في الصبرِ وعفةِ النفسِ عنْ الحرامِ مهما تيسرَتْ أسبابُه وكثرتْ دواعيه، وقدْ أوضحَتْ هذه القصةُ القرآنيةُ بأسلوبٍ فريدٍ مُعْجِزْ شخصيةَ يوسفَ - عليه السلام -، الذي توالَتْ عليه المحنُ وتنوعَتْ.

وكانَ أشدُّها على النفسِ محنةَ كيدِ امرأةِ العزيزِ، التي اتبعَتْ كلَّ وسائلَ الإغراءِ والتهديدِ لتحققَ نزوتَها الشهوانيةَ، ولكنَّ الردَّ الحاسمَ أبطلَ كيدَها وخَيَّبَ سعيَها، وهوَ قولُ يوسفَ - عليه السلام - بتصميمِ المؤمنِ الراسخِ في إيمانِه: {مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23].

وفي هذا المشهدِ تصويرٌ واقعيُّ دقيقُ لحالةِ النفسِ المطمئنةِ، التي لا يغيبُ عنها تذكرُ نعمِ اللهِ وآلائِه، ووجوبُ حفظِها وصيانتِها، والوقوفُ بثباتٍ عندَ حدودِ اللهِ، والاعتصامُ بحبلِه سبحانه، وتغليبُ قوةِ الإيمانِ على جوانبَ الضعفِ البشري الذي قدْ يعتري النفسَ.

ولاشَكَّ أَنَّ هذه القصةَ بما حَوَتْ مِنْ مشاهدَ وأحداثٍ تُعَدُّ أنموذجًا عمليًّا للشبابِ في حياتِهم التي تحيطُ بها المغرياتُ مِنْ كُلِّ جانبٍ، وتفرضُ ثِقَلَها على النفسِ بشتى الوسائل.

كمَا أنها أنموذجٌ يُحتذى لدعاةِ الإسلامِ في خِضَمِّ التحدياتِ وَالمعوقاتِ والشدائدَ التي مهمَا كَثُرَتْ فلابدَّ مِنْ نهايةٍ تَظْهَرُ بها العاقبةُ الحسنى للصبرِ وَالثباتِ؛ لذلكَ جاءَ التعقيبث في خواتيمِ سورةِ يوسف بقولِه تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: 110].

كمَا بيَّنَ المولى سبحانه أثرَ القصصِ في تثبيتِ القلوبِ وترسيخِ الطمأنينةِ في النفوسِ؛ فقالَ تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: 120].

وهناك كثيرٌ مِنَ القصصِ القرآني الذي لا يستعرضُ مشاهدَ الأحداثِ، وإنما يمرُّ بها بشكلٍ مُجملٍ ليلقي الضوءَ على النتائج، ويبرزَ ما فيها مِنْ دروسٍ وعِبَرٍ، وَمِنْ ذلكَ قصةُ أصحابِ الأخدودِ في سورةِ البروج، التي جاءَ تفصيلُها في السُّنةِ النبويةِ([1])، وقصةُ صاحبِ الجنتين في سورةِ الكهف وأصحابِ الجنةِ في سورةِ القلم وما شابَه ذلكَ.

كمَا أنَّ بعضَ القصصِ القرآني يُعَدُّ إبرازًا لجانبٍ مِنَ السيرةِ النبويةِ، وتعليقًا على حَدَثٍ مِنْ أحداثِها، كمَا في الآياتِ الكريمةِ مِنْ سورةِ آلِ عمران، التي تلقي الضوءَ على جوانبَ مِنْ غزوةِ أُحُد، وتُعَقِّبُ على أحداثِها بأسلوبٍ تربوي فريدٍ، وكمَا في سورةِ التوبة التي نَزَلَتْ تعقيبًا على أحداثِ غزوةِ تبوك، وعلاجًا لِمَا أصابَ بعضَ النفوسِ مِنْ أمراضْ وآفات.

ولو انتقلنا إلى القصصِ النبوي؛ فإننا نجدُ أنفسَنا أمامَ عددٍ كبيرٍ مِنَ القصصِ التي وَرَدَتْ بأسانيدَ صحيحةٍ، والتي كانَ الرسولُ - صلى اللهُ عليه وسلم - يربي مِنْ خلالِها أصحابَه، ويُزَكِّي نفوسَهم، ويربطُ على قلوبِهم بالإيمانِ، ويجلي بها ما يصيبُ النفسَ مِنْ أمراضٍ وانحرفاتٍ، وما يعتريها مِنْ تكبرٍ وغرورٍ، كما يُبْرِزُ فيها الثمراتِ اليانعةَ لتزكيةِ النفسِ في الدنيا وَالآخرةِ.

ومنْ ذلكَ مثلًا قصةُ الأبرص والأقرع والأعمى، كما وردتْ في الصحيحين([2])، وملخصُها أنَّ ثلاثةً مِنْ بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى، أرادَ اللهُ أنْ يبتليَهم، فبعثَ إليهم مَلَكًا يسألُ كُلَّ واحدٍ منهم عنْ أحبِ شيءٍ إليه، فكانَ الجوابُ لكلٍّ منهم أنْ يشفيَه اللهُ مما هو فيه، ويزرقَه مما يحبُّ مِنَ المالِ؛ فشفاهُم اللهُ، وأعطى الأولَ ناقةً عشراء، والثاني بقرةً حاملًا، والثالثَ شاةً والدًا، ثُمَّ قالَ المَلَكُ لكلٍّ منهم: باركَ اللهُ لكَ فيها، فكانَ لهذا وادٍ مِنَ الإبلِ، ولهذا وادٍ مِنَ البقرِ، ولهذا وادٍ مِنَ الغنمِ.

ثُمَّ جاءَهم بعدَ مدةٍ في صورةِ رَجُلٍ مسكين، يُذَكِّرُهم بما مَنَّ اللهُ عليهم مِنَ الشفاءِ والمالِ الكثيرِ بعدَ المرضِ والفقرِ؛ فكانَ جوابُ الأبرص والأقرع بالإعراضِ والمنعِ، وادَّعى كُلٌّ منهما أنَّه وَرِثَ هذا المالَ كابرًا عَنْ كابر.

وأمَّا الأعمى فَقَدْ قَالَ مُعْتَرِفًا بفضلِ اللهِ عليه، وما أنعمَ اللهُ عليه مِنَ الشفاءِ والرزقِ: ((قَدْ كُنْتُ أعمى فَرَدَّ اللهُ إليَّ بصري ...، فَخُذْ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ، فواللهِ مَا أُجْهِدُكَ اليومَ بشيءٍ أَخَذْتَهُ للهِ عز وجل))، فقالَ المَلَكُ: ((أَمْسِكْ مَالَكَ فإنما ابْتُلِيتُمْ، فقدْ رضيَ اللهُ عنكَ وَسخطَ على صاحبيك)).

وفي هذه القصةِ وصفٌ دقيقٌ لحالةِ قسمين مِنَ الناسِ، قسمٌ يجحدُ النعمَ ويمتلئُ قلبُه بالتكبرِ والغرورِ، وتفتنُه شهواتُ الدنيا عنْ آخرتِه إذا وُسِّعَ عليه في الرزقِ، فيكونُ ذلكَ وبالًا عليه، وقدْ أخبرَ المولى سبحانه عَنْ حالِ هؤلاء فقالَ تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6-7].

وأما القسمُ الآخرُ، فهوَ الذي يزدادٌ معرفةً بالمُنْعِمِ، وَشُكْرًا له مهما زادتْ عليه النعمُ، ولا يمكنُ أَنْ تشغلَه الدنيا عَنْ الآخرةِ، فهو دائمُ التذكرِ لربِّه، والتواضع له سبحانه، والتحلي بصفاتِ الجودِ والبذلِ؛ لأنَّه يجعل ما بينَ يديه مِنْ مالٍ وسيلةً لنيلِ مرضاةِ اللهِ وَالتقربِ إليه.

ولاشَكَّ أَنَّ هذه المعاني عندما تترسخُ في النفسِ بتأثيرِ القصةِ والتفاعلِ مع أحداثِها، فإنَّ لذلكَ بالغَ الأثرِ في تحقيقِ الاستجابةِ لداعي الإيمانِ، والسيرِ في مرضاةِ الرحمنِ.

وهناك نماذجُ أخرى مِنَ القصصِ النبوي الذي يعالجُ بشكلٍ غيرِ مباشرٍ أمراضَ النفسِ، ويغرسُ فيها الفضائلَ، يلقي بظلالٍ كبيرةٍ مِنَ المعاني منْ خلالِ جُمَلٍ معدودةٍ ومشاهدَ محدودةِ.

مثلُ ذلكَ ما رواه الشيخان عنْ أبي هريرة - رضيَ اللهُ عنه -، عَنْ النبيِّ - صلى اللهُ عليه وسلم - قالَ: ((اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَاراً لَهْ، فوجَدَ الرَّجُلُ الذي اشْتَرَى الْعَقَارَ في عَقَارِهِ جرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الذي اشْتَرى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي، إنما اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الأرْضَ، ولم أبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ، وقَالَ الَّذِي لَه الأرْضَ: إنَّمَا بِعْتُكَ الأرْضَ وما فِيهَا، فَتَحَاكَمَا إلى رَجُل، فَقَالَ الَّذِي تحاكَمَا إلَيْهِ: ألَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أحَدُهُمَا: لِيَ غُلامٌ، وَقَالَ الآخَرُ: لِيَ جَارِيَةٌ، قَالَ: أنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ وأنفِقُوا على أنفُسِهِمَا مِنْهُ وَتَصَدَّقَا))([3]).

فمَا أعظم الفارق بينَ هذين الرجلين الصالحين اللذين تنازعا لأنَّ كُلًّا منهما لا يريدُ أَنْ يأخذَ مالًا وقدْ تكونُ فيه أدنى شبهة، وبينَ مَا نجدُه في عَالَمِنَا اليومَ مِنْ خصوماتٍ وتنازعٍ وعداواتٍ لكي يستحوذَ الأخُ على مالِ أخيه، وما يُتَّخَذُ لذلك مِنْ حيلٍ وَأساليبَ في المكرِ والخداعِ والجرائم، التي لا تنتهي عندَ حَدٍّ.

ولقدْ جاءتْ هذه القصةُ التي هي مِنْ بدائع التوجيهِ النبوي لتغرسَ في النفسِ الفضائلَ، وتجلي الصورةَ المشرقةَ للنفسِ المزكاةِ، التي لا موضعَ فيها لمطامع الدنيا، والتي يهدفُ المنهجُ الإسلامي في التزكيةِ إلى بلوغِها.

وهكذا تبلغُ المواعظُ مَدَاهَا عندما تُعْرَضُ عَنْ طريقِ القصةِ الهادفةِ، التي تحثُّ على الفضائل وتُنَفِّرُ مِنَ الرذائل، ولذلكَ اهتمَّ السلفُ الصالحُ - رحمهُم اللهُ - بإيرادِ القصصِ في مجالسِهم والاستشهادِ بها، سواءَ كانتْ مِنْ قصصِ الكتابِ والسنةِ، أو مِنَ القصصِ الأخرى مِنْ سيرةِ الرسولِ - صلى اللهُ عليه وسلم – وأصحابِه، وَمَنْ سارَ على طريقِهم، مع التزامِ الصدقِ في روايتِها وتحري الدقةَ في ذلكَ، وقدْ قالَ الإمامُ أحمد - رحمهُ اللهُ -: (مَا أحوجَ الناسِ إلى قاصٍّ صادقٍ)([4]).

كمَا حذَّرَ العلماءُ - رحمهُم اللهُ - مِنْ نوعِ القُصَّاصِ الذين اتخذوا القصصَ طريقًا للكذبِ، وإيرادِ الخرافاتِ والأحاديثَ الموضوعةِ، وعُرِفَتْ لهم مجالسُ خاصةٌ في المساجد تُسَمَّى "مجالس القُصَّاصِ"، ومنهم مَنْ يستجيزُ وَضْعَ الرواياتِ المكذوبةِ المتضمنةِ لبعضِ الحكاياتِ المُرَغِّبَةِ في الطاعاتِ، ويزعمُ أنَّ قصدَه فيها دعوةُ الخلقِ إلى طريقِ الحقِّ، فهذه مِنْ نزغاتِ الشيطان([5]).

ولذلكَ أخرجَ عليٌّ - رضيَ اللهُ عنه - القُصَّاصَ مِنْ مسجدِ البصرة، فلمَّا سَمِعَ كلامَ الحسن البصري لم يُخْرِجْهُ، إذْ كَانَ يتكلمُ فِي عِلْمِ الآخرةِ، والتفكيرِ بالموتِ، والتنبيهِ على عيوبِ النفسِ وآفاتِ الأعمالِ وخواطر الشيطانِ ووجهِ الحذرِ منها، ويُذَكِّرُ بآلاءِ اللهِ ونعمائِه وتقصيرِ العبدِ في شكرِه، ونحو ذلكَ مِنَ التذكيرِ المحمودِ([6]).

وَقَدْ صَنَّفَ بعضُ العلماءِ كتبًا في بيانِ أهميةِ القصصِ في الوعظِ والتذكيرِ، والتفريقِ بينَ القصصِ المحمودِ والقصصِ المذمومِ، ومِنْ هؤلاء الإمامُ ابنُ الجوزي - رحمهُ اللهُ -، في كتابِه "القُصَّاصُ والمُذَكِّرِين"، والإمامُ السيوطي - رحمهُ اللهُ - في كتابه "تاريخ القُصَّاصِ"، وغيرهما.

فما أحرى الدعاة اليومَ أنْ يهتموا بالقصصِ الحقِّ في مواعظِهم، وأنْ يتخذوا مِنْ أحداثِ القصةِ ومشاهدِها مدخلًا إلى التأثيرِ في قلوبِ المدعوين، وأنْ يستغلوا كذلكَ الوسائلَ الإعلاميةَ المعاصرةَ مِنْ أشرطةٍ مسموعةٍ ومرئيةٍ ومجلاتٍ إسلاميةٍ في العرضِ القصصي بأسلوبٍ شيقٍ هادفٍ، يُؤثِّرُ في النفوسِ، ويُرَبِّي الناشئةَ على الفضيلةِ، ويتصدى بشكلٍ عملي للموجةِ الكاسحةِ مِنَ الفَنِّ الهابطِ الذي فُتِنَ به الناسُ اليومَ، حتى أصبحَ أكبرَ عائقٍ في طريقِ التزكيةِ.

الهوامش:


([1]) ينظر: صحيح مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب قصة أصحاب الأخدود، (3005).

([2]) ينظر: صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب حديث أبرص وأعمى وأقرع، (4/146).

([3]) رواه البخاري، كتاب الأنبياء، (4/150)، ومسلم، كتاب الأقضية، باب استحباب إصلاح الحاكم بين الخصمين، (1721).

([4]) إحياء علوم الدين، الغزالي، (1/35).

([5]) التخريج السابق.

([6]) التخريج السابق.

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
مِنَ الأساليب الدعويةِ لتزكيةِ النفسِ: (القصة).doc doc
مِنَ الأساليب الدعويةِ لتزكيةِ النفسِ: (القصة).pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى