منهج أهل السنة والجماعة تجاه البدع

منهج أهل السنة والجماعة تجاه البدع




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد، فنظرًا لأن أهل البدع من أهل الملة لكنهم خرجوا عن السنة وخالفوا سبيل المؤمنين فإن الأصل نصحهم برفق ومعاملتهم بعدل وإنصاف، وقد يختلف الموقف من البدع باختلاف البدعة ذاتها، من حيث إنها بدعة مغلظة أو غير مغلظة.

وباختلاف المبتدع من حيث كون داعيًا لها أو مستترًا بها، أو كونه مع جماعة لهم قوة وسلطان أو ليس لها ذلك.

وعلى هذا فقد تنوعت مواقف السلف من البدع وأهلها إلا أنه من المتفق عليه بينهم هو التحذير من البدع والتنفير من المعاندين الداعين لبدعهم، ويمكن أن نعرض هنا لبعض جهود السلف تجاه البدع والمبتدعة:

-       الوصية باتباع السنة والسعي في نشرها، والتحذير من البدع والمحدثات.

-       إظهار السنة والدفاع عنها، كما فعل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في صبره في فتنة القول بخلق القرآن.

-       الرحمة بالخلق من جهة نصحهم والإشفاق عليهم، ودعوتهم إلى ما ينفعهم من الاتباع، وتحذيرهم مما يضرهم من الإحداث والابتداع.

-       مناظرتهم وتبين الحق لهم، كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما مع الخوارج.

-       تأليف الكتب واتخاذ جميع الوسائل المشروعة في الرد على شبهات المبتدعة.

كما فعل ذلك كثير من الأئمة رحمهم الله تعالى، مثل مالك والشافعي وأحمد بن حنبل والدرامي وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم.

-       التحذير مما يذاع وينشر في مختلف وسائل الإعلام من البدع والأفكار الضالة والإعراض عنها.

-       لا يحكمون على أحد بالابتداع إلا بعد التثبت.

معلومة إثرائية:

قال أبو بكر الأنباري وقد كان الأئمة من السلف يعاقبون من يسأل عن تفسير الحروف والمشكلات في القرآن لأن السائل إن كان يبغي بسؤاله تخليد البدعة وإثارة الفتنة فهو حقيق بالنكير وأعظم التعزيز وإن لم يكن ذلك قصده استحق العتب بما احترم من الذنب إذ أوجد للمنافقين الملحدين في ذلك الوقت سبيلًا إلى أن يقصدوا ضعفة المسلمين بالتشكيك والتضليل في تحريف القرآن عن مناهج التنزيل وحقائق التأويل فمن ذلك ما حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي أنبأنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أن صبيغ بن عسل قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن وعن أشياء فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فبعث إليه عمر فأحضره وقد أعد له عراجين من عراجين النخل فلما حضر قال له عمر من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ فقال عمر رضي الله عنه: وأنا عبد الله عمر ثم قام إليه فضرب رأسه بعرجون شجه ثم تابع ضربه حتى سال دمه على وجهه فقال حسبك يا أمير المؤمنين فقد ذهب والله، ما كنت أجد في رأسي.[1]

الهوامش

[1] إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل، (ص13- 14).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
منهج أهل السنة والجماعة تجاه البدع.doc doc
منهج أهل السنة والجماعة تجاه البدع.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى