المراد بأهل السنة والجماعة

المراد بأهل السنة والجماعة





إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: الجماعة)، وفي رواية قال: (ما أنا عليه اليوم وأصحابي)[1].

من أسباب النجاة من النار اتباع ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولزوم الجماعة.

المراد بأهل السنة:

معنى السنة في اللغة: الطريقة والسيرة، حسنة أو قبيحة، محمودة أو مذمومة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء)[2].

قال الإمام مالك رحمه الله: (السنة مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك).

وفي الاصطلاح: يختلف معنى السنة عند كل من المحدثين والأصوليين والفقهاء وعند علماء العقيدة، وإن كان الجميع يتفق على أنها سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما الاختلاف عند التفصيل والتحديد.

السنة عند المحدثين: كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية.

السنة عند الأصوليين والفقهاء: ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.

والذي نريده هنا تعريف السنة عند علماء العقيدة بأنها: موافقة الكتاب وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم سواء في أمور الاعتقادات والعبادات والمعاملات والأخلاق.

المراد بالجماعة:

ومعنى الجماعة في اللغة: هم المجتمعون على أمر ما.

وفي الاصطلاح: هم الذين اتبعوا الكتاب والسنة وساروا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ظاهرًا وباطنًا.

كثيرًا ما يقترن لفظ السنة بالجماعة، فيقال: (أهل السنة والجماعة)، أو يقال (أهل الجماعة)، فإن السنة مقرونة بالجماعة، كما أن البدعة مقرونة بالفرقة، فكما يقال: (أهل السنة والجماعة) يقال: (أهل البدعة والفرقة).

فأهل السنة والجماعة ينظرون إلى الحق والصواب، يلتمسونه ويلزمونه ويتمسكون به، وإن كان أكثر الناس على خلافه، وهم المتبعون لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وتقريراته ومما يستدل على أصل معنى الجماعة قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، قال بعض السلف في تفسر قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا}، أي: (الجماعة).

من معاني الجماعة: قيل السواد الأعظم من أهل الإسلام، وقيل: الصحابة على الخصوص.


الهوامش:

[1] رواه الحاكم وصححه، كتاب العلم، حديث عبد الله بن عمرو، رقم (444)

[2] أخرجه مسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار، رقم (1017)

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
المراد بأهل السنة والجماعة.pdf pdf
المراد بأهل السنة والجماعة.doc doc

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى