العقيدة الإسلامية وأركانها

العقيدة الإسلامية وأركانها





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد: فإن
دين الإسلام عبارة عن عقيدة وشريعة.
فالشريعة هي: الأحكام العملية الظاهرة التي دعا إليها الإسلام من فعل الواجبات وترك المحرمات
معنى العقيدة الإسلامية:
العقيدة من مادة (عَقَدَ)، وتدل على (الجزم وشدة الوثوق)، فأمور الاعتقاد لابد فيها من الجزم وكمال الثقة بها، إذ لا يصلح الشك والظن.
يدل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}[الحجرات: 15].، وقوله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[لقمان: 15].
والمراد بالعقيدة الإسلامية:
هي الثوابت العلمية والعملية التي يجزم ويوقن بها المسلم، كالإقرار بربوبية الله تعالى وإلهيته وأسمائه وصفاته، والإقرار بالنبوة والرسالة، وأحوال اليوم الآخر كعذاب القبر ونعيمه، والبعث والصراط والجنة والنار.
حوار حول العقيدة:
عاد محمد من أداء العمرة وفي ذهنه كثيرة عن العبادات التي يقوم بها المسلم أثناء العمرة، فانطلق إلى شيخه أحمد، واستأذنه بعرض أسئلته فوافق الشيخ، ودار الحوار التالي:
محمد: ما الذي يجعل المسلم يطوف حول الكعبة، مع أنها لا تنفع ولا تضر؟
الشيخ أحمد: يا محمد أتعي الحكمة من وجودك في هذه الدنيا؟
محمد: نعم يا شيخ، الحكمة من وجودي في الدنيا عبادة الله وحده لا شريك له.
الشيخ أحمد: هل تعلم الدليل على ما تقول؟
محمد: قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: 56]
الشيخ أحمد: أحنست، وبما أنك تعلم الغاية والحكمة من وجودك في هذه الدنيا، فحتمًا ستسخر كل حياتك لتحقيق هذه العبودية، أليس كذلك يا محمد؟
محمد: بلى يا شيخ.
الشيخ أحمد: وهذا ما يسمى بالعقدية، فعندما يعتقد المسلم أنه مخلوق لعبادة خالقه سبحانه ويصدق أخباره، فسينفذ أوامره، ويجتنب نواهيه، موقنًا باشتمالها على كمال الحكمة سواء عرفها أو لم يعرفها، فإن عرفها فالحمد لله وإلا فلا يلزمه معرفتها، لأنه يجب عليه الانقياد لخالقه.
محمد: أتعني أن ديننا مبني على اتباع الدليل والتسليم للنص الشرعي يا شيخ؟
الشيخ أحمد: أجل يا محمد، فالدين عقيدة وأحكام مبنية على التسليم بالدليل، وبالدليل يحفظ الدين عن الزيادة والنقصان بإذن الله تعالى.
محمد: لعلي بدأت أفهم الأمر.
الشيخ أحمد: إذًا يا محمد ما الذي يجعل المسلم يطوف حول الكعبة مع أنها لا تنفع ولا تضر؟
محمد: امتثالًا لأمر الله واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم حين طاف بالكعبة.
الشيخ أحمد: أحسنت يا محمد، واعلم أن كل عبادة تقوم بها لابد أن يخالطها اعتقاد أن ما تقوم به قربة إلى الله تعالى واقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم.
أصول العقيدة الإسلامية:
أصول العقيدة الإسلامية تجمعها أركان الإيمان الستة: وهي الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، والدليل على هذه الأركان قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}[البقرة: 177].
والدليل على الإيمان بالقدر من القرآن الكريم سورة القمر قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}[القمر: 49- 50].
ومن السنة:
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما سأل جبريل عليه السلام نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)[6].
هذه الأركان الستة هي أساس العقيدة الإسلامية وأصولها والعقيدة الإسلامية متوقفة على هذه الأركان، فلا تقوم العقيدة إلا بها.

الهوامش:

[6] أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب: الإيمان ما هو وبيان خصاله، رقم(5)

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
العقيدة الإسلامية وأركانها.doc doc
العقيدة الإسلامية وأركانها.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى