قصائد في محبة النبي صلى الله عليه وسلم (1)

قصائد في محبة النبي صلى الله عليه وسلم (1)





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد، فقد قال حسان بن ثابت رضي الله عنه يمدحُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم:

مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ

أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّةِ خَاتَمٌ

إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ

وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ،

فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ

وشقَّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ،

منَ الرسلِ، والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ

نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَة ٍ

يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ

فَأمْسَى سِرَاجًا مُسْتَنيرًا وَهَادِيًا،

وعلَّمنا الإسلامَ، فاللهَ نحمدُ

وأنذرنا نارًا، وبشرَ جنةً،

بذلكَ ما عمرتُ فيا لناسِ أشهدُ

وأنتَ إلهَ الخلقِ ربي وخالقي،

سِوَاكَ إلهًا، أنْتَ أعْلَى وَأمْجَدُ

تَعَالَيْتَ رَبَّ الناسِ عن قَوْل مَن دَعا

فإيَّاكَ نَسْتَهْدي، وإيَّاكَ نَعْبُدُ

لكَ الخلقُ والنعماءُ، والأمرُ كلهُ،

وقال حسان رضي الله عنه:

وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني

وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النِّسَاءُ

خُلِقْتَ مبرًا منْ كلِّ عيبٍ

كأنكَ قدْ خُلِقَتَ كما تشاءُ

وقال أيضًا:

يُذكِّرُ، لو يَلْقى خليلًا مُؤاتِيا

ثوَى في قرَيش، بضْعَ عشرَة َ حِجّةً،

فلمْ يرَ من يؤوي، ولمْ يرَ داعيا

وَيَعْرِضُ في أهلِ المَواسِمِ نفسَهُ،

فأصبحَ مسرورًا، بطيبةَ، راضيا

فلمَّا أتانا، واطمأنَّتْ به النّوى،

وأنفُسَنا، عندَ الوَغَى، والتّآسِيا

بذلنا لهُ الأموالَ من جلّ مالنا،

جميعًا، وإن كان الحبيبَ المصافيا

نحاربُ من عادى من الناس كلهم،

وإنَّ كِتَابَ اللَّهِ أصْبَحَ هادِيا

ونعلمُ أنَّ اللهَ لا ربَّ غيرهُ

--------------------------------------------------

وقال كعب بن زهير رضي الله عنه في قصيدةٍ يعتذر فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومطلعها:

يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم

إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ

وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ

لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشغولُ

فَقُلتُ خَلّوا سبيلي لا أَبا لَكُمُ

فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ

كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ

يَومًا عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ

أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني

وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ

مَهلًا هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ الـ

قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ

لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم

أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنِّي الأَقاويلُ

لَقَد أَقومُ مَقامًا لَو يَقومُ بِهِ

أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ

لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ

مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ

مازِلتُ أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعًا

جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ

حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ

في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ

إِنَّ الرَسولَ لَنورٌ يُستَضاءُ بِهِ

مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ

في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم

بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا

زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ

عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ

شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ

مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ

بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ

كَأَنَّها حَلَقُ القَفعاءِ مَجدولُ

يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم

ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ

لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ

قَومًا وَلَيسوا مَجازيعًا إِذا نيلوا

لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نُحورِهِمُ

ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُ

 

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
قصائد في محبة النبي صلى الله عليه وسلم.doc doc
قصائد في محبة النبي صلى الله عليه وسلم.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى