عقيدة وحدة الوجود عند ابن عربي

عقيدة وحدة الوجود عند ابن عربي



 
 
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحابته أجمعين.
أما بعد: فإن عقيدة وحدة الوجود من أخطر العقائد على بني البشرية، وقد وجد مروجون وإعلاميون لهذه العقيدة واغتر بعض الناس بها وما ذاك إلا للابتعاد عن العلم الصحيح، والتلقي من البعض بدون دقة ولا تمحيص وكان متولي كبر هذه العقيدة هو ابن عربي، وسوف نسوق للقارئ الكريم نتفاً من عقيدة ابن عربي في وحدة الوجود.
يقول:
...فإن العارف من يرى الحق في كل شيء، بل يراه عينَ كل شيء([1]).
ويقول: ...والعارف المكمَّل من رأى كلّ معبود مجلى للحق يُعبد فيه، ولذلك سموه كلهم إلهاً مع اسمه الخاص بحجر أو شجر أو حيوان أو إنسان أو كوكب أو ملك([2])...
ويقول: ...ولا يُشهَد، ولا تدركه الأبصار، بل هو يدرك الأبصار، للطفه وسريانه في أعيان الأشياء([3]).
ويقول (الشيخ الأكبر نفسه):
فإن الِإله المطلق لا يسعه شيء، لأنه عين الأشياء وعين نفسه، والشيء لا يقال فيه: يسع نفسه ولا لايسعها، فافهم([4]).
ويقول: ...{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق:16]، وما خص إنساناً من إنسان، فالقرب الِإلهي من العبد لا خفاء به في الِإخبار الِإلهي، فلا قربَ أقربُ من أن تكون هوّيته (أي: هوية الله) عينَ أعضاء العبد وقواه، وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى، فهو حقّ مشهود في خلقٍ متوهم، فالخلق معقول، والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود، وما عدا هاذين الصنفين، فالحق عندهم معقول والخلق مشهود([5])...
في هذا النص يفسر لنا الشيخ الأكبر معنى كلمة (القرب) عند الصوفية، وهذا يجعلنا نفهم بوضوح كل العبارات السابقة واللاحقة، والتي فيها كلمة (القرب) ونستطيع من هذا النص فهم كلمة (الوجود) الاصطلاحية.
ويقول: ...فمن عَرَف أن الحق عينُ الطريق، عَرَف الأمر على ما هو عليه، فإن فيه -جل وعلا- تسلُكُ وتسافر، إذ لا معلوم إلا هو، وهو عينُ الوجود، والسالكُ والمسافر([6])...
ويقول الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر أيضاً:
...وبالِإخبار الصحيح أنه عين الأشياء، والأشياء محدودة وإن اختلفت حدودها، فهو محدودٌ بحدِّ كل محدود، فما يُحَدُّ شيء إلا وهو حد الحق، فهو الساري في مسمَّى المخلوقات والمبدعات، ولو لم يكن الأمر كذلك ما صح الوجود، فهو عينُ الوجود، فهو على كل شيء حفيظ بذاته، ولايؤوده حفظ شيء، فحفظهُ تعالى للأشياء كلها حفظه لصورته أن يكون الشيء غير صورته، ولا يصح إِلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد، والمشهود من المشهود، فالعالم صورته، وهو روح العالم المدبِّر له، فهو الِإنسان الكبير.
فهو الكون كله              وهو الواحد الذي
قام كوني بكونه              ولذا قلت يغتذي
فوجودي غذاؤه             وبه نحن نحتذي
فبه منه إن نظرت            بوجه تعوُّذي([7])
- في النصين الأخيرين يستعمل كلمة (الوجود) بمعناها اللغوي، وليس بمعناها الاصطلاحي، كما في النص الذي قبلهما.
ويقول: ...وإذا كان الحق وقايةً للحق بوجه، والعبدُ وقايةً بوجه، فقل في الكون ما شئت: إن شئت قلت هو الخلق، وإن شئت قلت هو الحق، وإن شئت قلت هو الحق الخلق، وإن شئت قلت لا حقَّ من كل وجه، ولا خلق من كل وجه، وإن شئت قلت بالحيرة في ذلك([8])...
- هذا النص يساعدنا كثيراً على فهم عبارات القوم مثل: (أفنِ الخلق، أو أفن من لم يكن يبق من لم يزل، أو الفناء عن الصفات، أو الفناء عن الأفعال الرديئة، أو الفناء عن الكون...) إذ بما أن الكون هو الحق في الحقيقة، وهو خلق، أو كون بالتوهم، فإذا أفنينا الخلق، أو الكون، أو الصفات (التي تعني الخلق) بقيت الصفة التي تعني (الحق) وهذا هو معنى (الفناء في الحق).
ويقول:
فلا تنظر العينُ إلا إليه ولا            يقعُ الحكم إلا عليه
فنحن له وبه في يديه                  وفي كل حالٍ فإنا لديه
لهذا يُنكَر ويُعرف وُينزَّه ويوصف، فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف، ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف، ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل([9])...
- هذا النص يعيننا على فهم العبارات مثل: (له وبه وفي يديه ولديه)، و(منه فيه بعينه)، وما شابهها، كما يدلنا على معنى المعرفة [منه فيه بعينه (أي: بعين الله)].
ويقول: ...إن لله تجلِّيينْ: تجلّي غيبِ، وتجلي شهادة، فمن تجلي الغيب يُعطي الاستعداد الذي يكون عليه القلب، وهوَ التجلي الذاتي الذي الغيبُ حقيقتُه، وهو (الهوية) التي يستحقها بقوله عن نفسه (هو) فلا يزال (هو) له دائماً أبداً([10])...
- في هذا النص يشرح لنا بصراحة معنى مصطلح (الهوية)، ومصطلح (هو)، حيث نستطيع أن نفهم بوضوح تام ماذا يعنون بكلمة (هو) حيثما وردت، مثل قولهم: (لا هو إلا هو).
ويقول: ...التجلي الشهودي في الشهادة...ثم رفع الحجابَ بينه وبين عبده، فرآه في صورة معتقدِه، فهو عين اعتقاده، فلا يشهدُ القلب ولا العينُ أبداً إلا صورةَ معتقده في الحق.
فالحق الذي في المعتقد هو الذي وسع القلب صورتَه، وهو الذي يتجلى له فيعرفه، فلا ترى العين إلا الحق الاعتقادي، ولا خفاء بتنوع الاعتقادات، فمن قيَّدَه (أي: في عقيدة واحدة) أنكره في غر ما قَيّدَه به، وأقرَّ به فيما قيَّده به إذا تجلى. ومن أطلقه عن التقييد لم ينكره وأقرّ به في كل صورة يتحول فيها، ويعطيه من نفسه قدر صورة ما تجلَّى له، إلى ما لا يتناهى، فإن صور التجلي ما لها نهاية نقف عندها([11]).
- يقول (الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر) في هذا النص: إن كل الاعتقادات صحيحة، وكل المعبودات حق...كما يفهمنا أن الكشف تابع للقناعات الفكرية المسبقة.
ويقول: ...فإذا نظرتَ في قوله: (كنتُ رجله التي يسعى بها، ويده التي يبطش بها، ولسانه الذي يتكلم به)([12])، إلى غير ذلك من القوى ومحلّها الذي هو الأعضاء، لم تفرق، فقلتَ: الأمر حقٌّ كله، أو خلق كله، فهو خلق بنسبةٍ، وهو حق بنسبة، والعينُ واحدة. فعينُ صورة ما تجلّى عينُ صورة من قبِل ذلك التجلِّي. فهو المتجلي والمتجلّى له. فانظر ما أعجب أمر الله من حيث هويته، ومن حيث نِسبتُه إلى العالَم في حقائق أسمائه الحسنى([13]).
ويقول:
فلولاه ولولانا               لما كان الذي كانا
فإنا أعبدٌ حقّا                وإن الله مولانا
وإنا عينُه فاعلم              إذا ما قلت إنساناً
فلا تُحجب بإنسان                    فقد أعطاك برهانا
فكن حقًّا وكن خلقاً                  تكن بالله رحمانا
وغذّ خلقَه منه               تكن رَوْحاً وريحانا
فأعطيناه ما يبدو             به فينا وأعطانا
فصار الأمر مقسوماً                   بإياه وإيانا
فكنا فيه أكواناً               وأعياناً وأزماناً([14])
ويقول: ...((لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)) [الأنبياء:22]، وإن اتفقا، فنحن نعلم أنهما لو اختلفا تقديراً لنفذ حكم أحدهما، فالنافذُ الحُكْمِ هو الِإله على الحقيقة، والذي لم ينفذ حكمه ليس بإِله، ومن هنا نعلم أن كل حكم يَنْفُذ اليوم في العالم أنه حكم الله عز وجل، وإن خالف الحكْمَ المقرر في الظاهر المسمى شرعاً، إذ لا ينفذ حكم إلا لله في نفس الأمر، لأن الأمر والواقع في العالَم إنما هو على حكم المشيئة الِإلهية، لا على حكم الشرع المقرَّر، وإن كان تقريره من المشيئة، ولذلك نفذ تقريره خاصة، فإن المشيئة ليست لها فيه إلا التقرير، لا العمل بماجاء به، فالمشيئة سلطانها عظيم...فلا يقع في الوجود شيء ولا يرتفع خارجاً عن المشيئة، فإن الأمر الِإلهي إذا خولف هنا بالمسمى (معصية) فليس إلا الأمْرَ بالواسطة، لا الأمر التكويني، فما خالف الله أحدٌ قط في جميع ما يفعله من حيث أمر المشيئة، فَوَقعت المخالفة من حيث أمر الواسطة، فافهم، وعلى الحقيقة، فأمر المشيئة إنما يتوجه على إيجاد عين الفعل، لا على من ظهر على يديه، فيستحيل ألا يكون([15])...
- أرجو من القارئ أن يتسلى بتحليل النص بهدوء.
ويقول: ...فإن العقل إذا تجرد لنفسه...وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي، كملت معرفته بالله، فنزَّه في موضع وشبَّه في موضع، ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية، وما بقيت له صورة إلا ويرى عينَ الحق عينَها. وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها، ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطاناً في هذه النشأة من العقول([16])...وبه جاءت الشرائع الِإلهية فشبهت ونزهت، شبهت في التنزيه بالوهم، ونزهت في التشبيه بالعقل، فارتبط الكل بالكل([17])...
- في هذا النص نتبين ماذا يعني الصوفية عندما يقولون: إن طريقهتم أو طرقهم مقيدة بالشريعة، فهم يفهمون الشريعة على هذا المنوال، كذلك يتبين لنا بوضوح ما معنى عبارتهم (الكل بالكل) عندما نسمعها في مثل قولهم: (فناء الكل بالكل، أو بقاء الكل بالكل، أو وجود الكل بالكل، أو ارتباط الكل بالكل...).
وبتوضيح: يقولون: إن طرقهم مقيدة بالشريعة على أساس المنهج التأويلي المبينَّ بعضه في هذا النص، وأرجو من القارىء أن يحلله بنفسه بهدوء؛ لأن تحليل بضعة نصوص تحليلاً صحيحاً يفيد في التمكن من العبارة الصوفية أكثر من قراءة بضعة كتب.
ويقول: ...ولما كان الاستواء الِإلهي على القلب من باب (وسعني)([18])، صارت الألوهية غيباً في الِإنسان، فشهادتُه إنسان، وغيبه إله، ولسريان الألوهية الغيبية في هذا الشخص الِإنساني، أدَّعى الألوهية بالاسم الإله، فقال فرعون: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص:38].. وصرح بالربوبية لكونها لا تقوى قوة الألوهية، فقال: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [النازعات:24]، بخلاف من قالها عن الحال، من طريق الأمر بمساعدة المشيئة، فكان جمعاً، مثل أبي يزيد حين قال: {إنني أنا الله لا إله الا أنا فاعبدوني}، وقال مرة: (أنا الله)، فلم يكن للألوهية فيه موضع فراغ ترمي سهمها فيه لكمال السريان([19])...
- في هذا النص ردّ ملجم للذين حاولوا -ويحاولون- خداعاً، تأويل أقوال أبي يزيد البسطامي! وتصريحُ بعقيدة سريان الِإلهية في المخلوقات.
ويقول: ...ونحن من جانب الحقيقة في عين {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا)) [مريم:9]، و((لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان:1]، فكأنا لم تكن، فلا أولية إذن ولا آخرية، إذ لا نحن فبقي هو خاصة وهو المطلوب([20]).
- هذه الفقرة تساعدنا وتوضح لنا معنى عبارتهم: (إذا كان كما كان قبل أن يكون)، و(كان ولم تكن وهو اليوم كما كان) و(أفن من لم يكن يبق من لم يزل) وما شابهها.
ويقول: لما كان مرِتبة الإمكان بما تحويه الممكنات غيباً، ولها الظلمة، وكانت الممكنات هي التي تتعين في النور الوجودي، ويظهر أحكام بعضها للبعض بالحق وفيه، وهو سبحانه لا قيدَ له ولا تميز، كان المثال بالواقع في الوجود مطابقاً للأصل، فالمداد مع الدواة نظير مرتبة الِإمكان وما حوته من الممكنات، من حيث إحاطة الحق بها وجوداً وعلماً، وحقائقُ الممكنات كالحروف الكامنة في الدواة، وإليه الِإشارة بقوله: (كان الله ولا شيء معه)([21])، ونحوه قولي.
وليس في الغيب الذاتي الِإلهي تعدد ولا تعين وجودي، والورق وما يُكتَب فيه كانبساط النور الوجودي العام الذي يَتعين فيه صور الموجودات، والكتابة سر الِإيجاد والِإظهار، والواسطة والآلة القلمُ الِإلهي، والكاتب الحقّ، من حيث كونه موجداً وخالقاً وبارئاً ومصوراً([22])...
- في هذا النص يتبين لنا مرادهم باستعمال الأسماء الحسنى (موجد، خالق، بارىء، مصور...وغيرها).
ويقول:
أنضِ الركابَ إلى رب السماوات           وانبذْ عن القلب أطوارَ الكرامات
واعكف بشاطىء وادي القدس مرتقباً               واخلعْ نعاليك تحظى بالمناجاة
وغب عن الكون بالأسماء متصفاً             حتى تغيبَ عن الأوصاف بالذات([23])
- بعد أن وضح لنا ابن عربي كل السر، وأكثَرَ الأساليب التي يستعملونها، نستطيع أن نعرف، بوضوح أيضاً، في هذه الأبيات معاني العبارات الواردة فيها (أنض الركاب إلى رب السماوات) المرادفة لـ (السير إلى الله) و(العكوف بشاطىء وادي القدس)، وقد عرفنا آنفاً معنى (خلع النعلين)، ونعرف الآن ما معنى (الغياب عن الكون) و(الاتصاف بالأسماء) و(الغياب عن الأوصاف بالذات)، وعلينا أن نحفظها لأنها تستعمل كثيراً كثيراً، وكلها تعني (التحقق بالألوهية)، أو بوضوح أكثر: (العمل للوصول إلى الجذبة التي تجعلك تذوق شيئاً فشيئاً معاني الألوهية، حيث تعرف، بالذوق، أن الخالق هو نفس المخلوق)، وهو ما يُسمَّى: (وحدة الوجود).
ويقول ابن عربي أيضاً:
رأيتُ الحق في الأعيان حقًّا                   وفي الأسماء فلم أره سوائي
ولستُ بحاكم في ذاك وحدي                فهذا حكمه في كل رائي
وعند المثبتين خلافُ هذا                     هو الرائي ونحن له المرائي([24])
ويقول:
الخلق تقديرٌ وليس بكائنٍ                    والمبْدَعاتُ هي التي تتكون
الروح والكلمات شيء واحد               والحق فيه هو الذي يتعينَّ([25])
ويقول:
تجسدتُ أسمائي فكنتُ كثيراً                 ولم يرني غيري فكنت بصيرا
فيا قائلاً بالغير أين وجودُه؟                  وأين يكون الغير؟ كنتَ غيورا([26])
ويقول:
مَن ستر الحقَّ ولم يُفشه             فذلك الشخص الذي قد كَفَر
تبارك الله الذي لم يزل              يَظْهر فيما قد بدا من صور
فإنه منشئها دائماً                    في كل ما يَظْهر أو قد ظَهَر([27])
ويقول:
فليس إلا عينه بالخبر                وليس إلا غيره بالبصر
إن قيل هُوْ قيل لهم ليس هُوْ                 لأنه مطلوبكم بالفِكَر
أو قيل ما هوْ. قيل هُوْ إنه                    عين الذي تشهده في البصر([28])
ويقول أيضاً:
وقد أتى في الصلاة حُكْم                    منه بتقسيمه المثاني
فقال بيني وبين عبدي               فمن رآه فقد رآني
فلست غير إله ولا هُوْ              لوحدتي في الوجود ثاني([29])
ويقول:
عِنْديَّة الحق عينُ ذاته                فهي لأشيائه خزائن
ينزل منها الذي يراه                فهي لما يحتويه صائن
إنزاله لم يُزِله عنها                   لأنه أعينُ الكوائن([30])
وكل هذه الآبيات واضحة كل الوضوح فيما يخص عقيدة وحدة الوجود. ومعها أبيات أترك تحليلها للقارىء ليدرب نفسه على فهم نصوصهم أينما وردت.
ويقول أيضاً:
لقد صار قلبي قابلاً كلَّ صورة                 فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبةُ طائف           وألواحُ توراةٍ ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت                  ركائبه فالحب ديني وإيماني([31])
- وبدهي أن هذه العقيدة تنبثق من (وحدة الوجود)، ولنعلم أنه كان ينشر هذا الكلام في زخمة الحروب الصليبية.
 
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
 
اقتبس هذا المقال من كتاب: (الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ) للمؤلف: (محمود عبد الرؤوف القاسم).

الهوامش

([1]) فصوص الحكم (فص حكمة إمامية في كلمة هاوونية)، (ص:192).
([2]) الفصوص، (ص:195).
([3]) الفصوص، (ص:196).
([4]) الفصوص (فص حكمة فردية في كلمة محمدية)، (ص:226).
([5]) الفصوص (فص حكمة أحدية في كلمة هودية)، (ص:108).
([6]) الفصوص، (ص:109).
([7]) الفصوص، (ص:111).
([8]) الفصوص، (ص:112).
([9]) الفصوص، (ص:113).
([10]) الفصوص، (فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية)، (ص:120).
([11]) الفصوص، (ص:121).
([12]) جزء من حديث مشهور يستغله الصوفية في غير معناه الحقيقي.
([13]) الفصوص، (فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية)، (ص:121).
([14]) الفصوص، (فص حكمة نبوية قي كلمة عيسوية)، (ص:143).
([15]) الفصوص، (فص حكمة وحودية في كلمة داودية)، (ص:165).
([16]) الفصوص، (فص حكمه إيناسية في كلمة إلياسية)، (ص:181).
([17]) الفصوص، (فص حكمه إيناسية في كلمة إلياسية)، (ص:181).
([18]) إشارة إلى الحديث القدسي الذي يقول فيه (...ووسعني قلب عبدي المؤمن).
([19]) رسائل ابن عربي، (كتاب الجلالة)، (ص:5).
([20]) رسائل ابن عربي، (كتاب الجلالة)، (ص:5).
([21]) رسائل ابن عربي، (رسالة الشيخ إلى الإمام الرازي)، (ص:12).
([22]) رسائل ابن عربي، (رسالة الشيخ إلى الإمام الرازي)، (ص:12).
([23]) رسائل ابن عربي، (كتاب الِإسرا)، (ص:36).
([24]) الفتوحات المكية: (3/549).
([25]) الفتوحات: (3/553).
([26]) الفتوحات: (3/361).
([27]) الفتوحات (3/375).
([28]) الفتوحات: (3/376).
([29]) الفتوحات: (3/535).
([30]) الفتوحات: (3/193).
([31]) ديوان ترجمان الأشواق، ومحاضرة الأبرار، (ص:402).

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى