أهمية الصلاة وآثارها في تزكية النفس

أهمية الصلاة وآثارها في تزكية النفس





تترابط العبادات الإسلامية في وحدة متكاملة تلتقي فيها الغايات مع الأساليب والثمرات حتى ينال العبد رضاء الله ويحظى بمحبته ويبلغ المنزلة العظمى في تزكية النفس وصلاح القلب، ولنستعرض أبرز الآثار التي ينالها العبد من صلاته في مجال التزكية.

تأتي الصلاة في مقدمة العبادات التي تؤدي دورا عظيما في تقوية إيمان المسلم وتربيته وتحقيق عبوديته لربه عز وجل، ولعل من أبرز آثارها في مجال تزكية النفس ما يلي:

1-الاستجابة لأمر الله تعالى وإظهار العبودية له سبحانه:

فالمسلم عندما يقف بين يدي ربه لأداء الصلاة إنما يستجيب لأمر الله ويتقرب إليه بطاعته، ويعلن الضوع والتذلل له سبحانه ويتشرف بالعبودية له.

وقد أثنى الله تعالى عباده المؤمنين الذي استجابوا لأمره، فقال عز وجل: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الشورى: 38].

ولا تتحقق معاني العبودية الصادقة لله سبحانه إلا إذا اقترنت بصدق التوجه إليه والإخلاص له سبحانه، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [الأنعام: 162، 163].

فالعبد في صلاته يقف بين يدي ربه موقف العبودية والتذلل والانكسار، ولا يلتفت يمينا أو يسارا، ويتوجه بكليته إلى ربه، ثم يكبر بالتعظيم والإجلال مستحضرا ألا يكون في قلبه شيء أكبر من الله يشغله عنه، ثم يثني على الله سبحانه بما هو أهله، فإذا شرع في القراءة قدم أمامها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فإنه أحرص ما يكون على الوسوسة للعبد في مثل هذا المقام الذي هو أشرف مقامات العبودية[1].

ولكل عمل من أعمال الصلاة عبودية خاصة، وتأثير في النفس، فقراءة سورة الفاتحة مع التدبر تشعر العبد بعبوديته لربه، فهو عندما يتلو: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] يثبت كل كمال لله سبحانه ويحمده على ما وفقه إليه من الطاعة وما أنعم عليه من النعم، ويثني عليه بصفاته وأسمائه الحسنى.

وكذلك عندما يتلو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة: 5] يقر بالتوحيد والاستعانة بالله وحده، فاللخ هو المعبود وهو المستعان، وكل استعانة لا تكون بالله فهي خذلان وذل.

وعندما يقول: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] فهو إقرار من العبد بأنه مفتقر إلى الهداية والثبات على طريق الحق، وأنه محتاج إلى ثمار الهداية والاستزادة منها، والبعد عن سبل المغضوب عليهم والضالين[2].

وهكذا تتجلى في كل أفعال الصلاة العبودية لله سبحانه، وإقبال العبد على ربه، وتوحيده وتقوية الإيمان به الذي هو أساس التزكية، وهذه أعظم ثمرة من ثمرات الصلاة، وهي التي تنير للعبد طريق حياته وتمنحه طهارة القلب وطمأنينة النفس، ثم إن تحديد الصلوات بأوقات معينة لا يجوز تجاوزها يدرب المسلم عمليا على الطاعة والامتثال لأمر الله، وضبط النفس بميزان الشرع وتعويدها على التقيد بأحكام الإسلام دون تهاون، فالصلاة لها أوقات مفروضة، كما قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103].

2-مناجاة العبد لربه:

الصلاة صلة بين العبد وربه، يستمد منها القلب القوة وحس فيها النفس بالثبات والطمأنينة، فهي معراج روحي تسمو به روح المؤمن.

وهذا ما جاء في الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن المؤمن إذا كان في الصلاة فإنما يناجي ربه"[3].

ولعل هذا سر من أسرار تكرار الصلاة المفروضة في اليوم خمس مرات، ينتزع فيها الإنسان نفسه من دنياه وما فيها من أحقاد وصراعات، ويقف بين يدي مولاه لحظات خاشعة يخفف بها عن نفسه من هموم الحياة ومتاعبها، ويغذي الجانب الروحي من كيانه، ذلك الجانب الذي لا يغذيه إلا معربة الله سبحانه وتعالى وحسن الصلة به[4]، ومناجاته بخشوع والتقرب إليه بالعمل الصالح.

ولنتأمل مشهدا من مشاهد هذه المناجاة فيما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي.

وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي.

وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي.

فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبيد ولعبدي ما سأل.

فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"[5].

ولذلك قال الإمام ابن القيم:" ينبغي للمصلي أن يقف عند كل آية من الفاتحة وقفة يسير ينتظر جواب ربه له وكأنه يسمعه"[6].

ولا شك أن هذه المناجاة من أعظم أسباب تزكية النفس وتقوية الإيمان، إذا هيأ العبد نفسه لها، ولم ينشغل في صلاته بالتفكير في أمور الدنيا، وإنما أقبل عليها إقبال المتشوق للوقوف بين يدي ربه الوافد عليه، المستمر لرحمته وفضله، يستمد العون منه سبحانه في كل أموره وأعماله.

3-طمأنينة النفس وراحتها

إذا أقبل العبد على صلاته بهمة ورغبة واستشعر مناجاته لربه وتضرعه بين يديه، فإن تلك الصلاة تمده بقوة روحية وتمنحه طمأنينة النفس وراحتها، وتعينه على مواجهة متاعب الحياة، ولذلك قال الله تعالى موجها عباده إلى أهمية الصلاة في تحقيق الراحة النفسية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153].

فالصلاة أكبر عون على مهمات الحياة ومصائبها، يلجأ فيها العبد المكروب إلى ربه فيجد راحته ويحس بتأييد الله له ورحمته به.

فعن حذيفة رضي الله عنه قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى"[7].

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وجعلت قرة عيني في الصلاة"[8].

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :" قم يا بلال فأرحنا بالصلاة"[9].

أي: أقم الصلاة لنستريح بها من مقاساة الشواغل، كما يستريح المتعب إذا وصل إلى مأمنه ومنزله.

وهكذا يشعر المؤمن في صلاته بالسكينة والطمأنينة ويفزع إليها كما يفزع الخائف إلى ركن ركين ومكان أمين.

ولذلك لم تكن الصلوات مقصورة على الفرائض، وإنما هناك سنن ونوافل متنوعة، تزيد من صلة العبد بربه، وتقر بها يعنه، وتأمن بها نفسه، حتى تصبح الصلاة سلاحه الدائم والمفتاح لحل همومه ومشاكله.

ولا شك أن المتأمل للحكم العظيمة من صلاة الاستسقاء والخسوف وصلاة الحاجة وصلاة الاستخارة، يدرك الحكمة الربانية في توجيه انفعال الخوف والفزع عند المسلم، وتحقيق الراحة والسكن النفسي للمؤمن الذي كلما واجهه كرب أو أحاط به خوف فزع إلى الصلاة والتجأ إلها، ولهذا كان السلف الصالح يكثرون من صلوات النوافل وبخاصة في الليل إذا نام الغافلون ولها اللاهون.

ولعل من المفيد هنا الإشارة إلى بعض أقول علماء النفس الغربيين في الاعتراف بأمية الصلاة لبث الطمأنينة في النفس وعلاجها من أمراضها.

يقول "ألكسيس كارليل:" إن الصلاة تحدث نشاطا روحيا معينا يمكن أن يؤدي إلى الشفاء السريع لبعض المرضى"[10].

ويقول:" توماس هايسلوب" :" إن الصلاة أهم أداة عرفت حتى الآن لبث الطمأنينة في النفوس وبث الهدوء في الأعصاب"[11].

وكلامهم هذا-مع أهميته- عن صلاة ليست كصلاتنا نحن المسلمين، فماذا كانوا يقولون لو عرفوا ما هي الصلاة التي جاء بها ديننا الإسلامي، وما فيها من آثار عظيمة وفوائد كبيرة.

4-الصلاة حاجز عن المعاصي

عندما يؤدي العبد الصلاة وترتاح بها نفسه فإنها تمده بقوة دافعة لفعل الخيرات والابتعاد عن المنكرات، وتغرس في قلبه مراقبة الله عز وجل ورعاية حدوده والابتعاد عن الانحراف، والتغلب على نوازع الهوى، ومجاهدة النفس الأمارة بالسوء، فهي سياج منيع يقيه من الوقوع في المعاصي، ولذلك قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].

وبهذا الأثر العظيم من آثار الصلاة تتبوأ تلك العبادة المنزلة السامية في علاج النفس من أمراضها، وتطهيرها من عيوبها وتزكيتها بالعمل الصالح، وغرس الأخلاق الفاضلة وحسن المعاملة مع الناس والمسارعة إلى فعل الخير.

ولكن واقع كثير من المسلمين مع الصلاة اليوم مختلف تماما لأنها تؤدى بالأجساد دون الأرواح، حتى أصبح البعض يشكك في تأثير الصلاة وثمارها، لأنه قلما يرى صورة تطبيقية مثمرة لها.

5-الصلاة تكفير للسيئات ورفع للدرجات:

لا يخلو مؤمن من زلة أو هفوة يعصي بها ربه، وهذه المعاصي يتراكم أثرها على القلب حتى يظلم، ولابد لها من استغفار وتوبة دائمين.

ومن رحمة الله سبحانه بعباده أنه جعل الأعمال الصالحة تكفيرا للسيئات ورفعا للدرجات، وبخاصة الصلاة وما يصاحبها من وضوء ومشي إلى المسجد وذكر وتسبيح.

وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة منها:

-عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ غصنا يابسا فهزه حتى تحات ورقة فقال:" يا سلمان ألا تسألني لم أفعل هذا؟ قلت: ولم تفعله؟ قال: إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى الصلوات الخمس، تحاتت خطاياه كما تحات هذا الورق، وقرأ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]"[12].

-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة"[13].

ولا شك أن هذا التكفير خاص بالصغائر التي لا يصر عليها العبد، أما الذنوب الكبائر فلا بد لها من توبة نصوح.

ولذلك جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" الصلوات الخمس والجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر"[14].

كما أن للصلاة التي يكفر الله بها السيئات شروطا لا بد من تحققها وهي إكمالها وأداؤها بأركانها وخشوعها، وبذلك تثمر محو الذنوب وتكفير الخطايا.

وهذا ما أكده الحديث النبوي عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوئها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يؤت كبيرة، وذلك الدهر كله"[15].

وعندما يكرر المسلم الصلاة خمس مرات يوميا ويزيد عليها ما شاء الله أن يزيد من النوافل، يكن الله عليه بالمغفرة مرة بعد مرة، حتى تغسل أدران ذنوبه فلا يبقى منها شيء.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا"[16].

ولا شك أن المسلم الذي تطهر من الذهوب وحظي بمضاعفة الأجر وزيادة الدرجات، بما حافظ عليه من الصلوات، فإنه يرتقي في مقامات القرب من الله سبحانه، وبذلك تزكو نفسه ويظفر بالفلاح والسعادة.

6-الصلاة تدريب عملي على مجاهدة النفس

إذا أراد العبد أن يعود نفسه على الطاعات ويجاهدها حتى يروضها ويكسر من حدتها فعليه أن يكثر من الصلوات ويحافظ على النوافل ويحرص على التبكير إلى المساجد وإسباغ الوضوء على المكاره والبرد الشديد الذي يشق على النفس، وغير ذلك من الأعمال المتعلقة بالصلاة التي تكبح جماح النفس، طمعا في القرب من الله سبحانه وتكفير الذنوب ورفع الدرجات.

روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطأ إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط"[17].

7-الصلاة تطهر النفس من الأنانية والأحقاد:

الصلاة في خصوصيتها إذا أديت كاملة فإنها تغرس في نفس صاحبها ذل العبودية لله وحده وعزة المؤمن القريب من مولاه، فلا يتكبر على مسلم ولا يحقد على غيره لأنه غني بالله سبحانه.

كما أن الصلاة في المسجد تحقق أهدافا وحكما عظيمة، فهي تعارف وتآلف بين ابناء الحي الواحد والبلد الواحد، يصلي المسلم بجانب أخيه في صفوف متراصة، يقف فيها الغني بجانب الفقير، والشاب بجانب الشيخ الكبير، وهذا بلا شك تدريب عملي على تطهير النفس من أنانيتها ونزع آفة الكبر والعجب منها، فالكل عبد ذليل لإله واحد مستحق وحده للعبادة، يتضرع إلى الخالق سبحانه ويناجيه، ويغسل أدران ذنوبه بالوقوف بين يديه.

وهذا اللقاء المتكرر يزيد بلا شك الألفة بين المسلمين ويقوي روابط الأخوة، ويوثق العلاقات الاجتماعية، ويحقق التعاون على البر والتقوى، ويعين على تفقد الأخ لأخيه، ويزيل الفوارق المادية بين المسلمين، فالكل يستقبلون قبلة واحدة يتجهون إليها في صلاتهم، وإلههم واحد ونبيهم واحد ودينهم واحد.

وإذا جاء يوم الجمعة كان اللقاء الأسبوعي الذي يتميز بخصائص كثيرة، ففيه خطبة الجمعة التي تعالج مشكلات المسلم وتربطه بربه وتحثه على الاستقامة وتهذبة سلوكه وتوصيه بتقوى ربه ولعظيم فضل خطبة الجمعة وآثارها في تكوين شخصية المسلم فقد أمر الهادي البشر صلى الله عليه وسلم بالإصغاء إليها وعدم التكلم أثناءها.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت"[18].

ثم يأتي اللقاء الأكبر في عيد الفطر وعيد الأضحى ليظهر المسلمون مشاركتهم بأفراح العيد وابتهاجهم بما أتم الله عليهم من التوفيق للطاعة في الصيام والحج.

وهكذا تتضافر الآثار التربوية والنفسية التي يغنمها العبد المصلي، وتؤدي الصلاة دورها في تكية النفس وطهارتها، ويتحقق قول الرسول صلى الله عليه وسل الذي سبقت الإشارة إليه حيث قال:" والصلاة نور"[19].

فعي نور تضيء لصاحبها طريق الهداية وتحجزه عن المعاصي وتهديه إلى العمل الصالح.

وهي نور في قلبه بما يجد من حلاوة الإيمان ولذة الناجاة لربه.

وهي نور بما تمنح النفس من تزكية وطمأنينة وراحة وبما تمدها من أمن وسكينة.

وهي نور ظاهر على وجه المقيم لها في الدنيا، يجد بها وضاءة الوجه وبهاءه بخلاف تارك الصلاة.

وهي نور له يوم القيامة: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [الحديد: 12].



الهوامش:

[1] الموازنة بين ذوق السماع وذوق الصلاة والقرآن، لابن القيم ص(31).

[2] ينظر: الموازنة بين ذوق السماع وذوق الصلاة والقرآن لابن القيم(35-40).

[3] رواه البخاري، كتاب الصلاة(1/107)، ومسلم، كتاب المساجد (551).

[4] العبادة في الإسلام للقرضاوي (216).

[5] رواه مسلم، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (395).

[6] الموازنة بين ذوق السماع وذوق الصلاة لابن القيم (31).

[7] رواه أبو داود في الصلاة رقم(1319)، والإمام أحمد في المسند(5/388)، وانظر: صحيح الجامع للألباني (4579).

[8] رواه النسائي (7/62)، ورواه أحمد في مسنده(8/128، 199، 285)، والحاكم (2/160)، وصححه وأقره الذهبي.

[9] رواه أبو داود رقم(4964)، ورواه الإمام أحمد (4/364)، وغيرهما.

[10] الإنسان ذلك المجهول، الكسيس كارليل ص(170).

[11] القرآن وعلم النفس، د. محمد عثمان نجاتي ص(256).

[12] رواه أحمد في مسنده (4/70، 5/437).

[13] رواه مسلم كتاب المساجد، باب المشي إلى الصلاة تمحي به الخطايا رقم(666).

[14] رواه مسلم، كتاب الطهارة، باب الصلوات الخمس مكفرات رقم(233).

[15] رواه مسلم ،كتاب الطهاة، باب فضل الضوء (228).

[16] رواه البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل الصلاة لوقتها (1/134)، ومسلم كتاب المساجد باب المشي إلى الصلاة رقم(667).

[17] رواه مسلم، كتاب الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره، رقم(251).

[18] رواه البخاري، كتاب الجمعة، باب الانصات يوم الجمعة والإمام يخطب، (1/224).

[19] رواه مسلم رقم(223).

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى