مشروعية الرد على الشبهات من شرعُ من قبلنا

مشروعية الرد على الشبهات من شرعُ من قبلنا





 الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد: إن منهجَ الردِّ على الشبهات في الدعوةِ إلى الله لكشف زيغِها وبطلانِها بغيةَ إزالتها عن أذهان المدعوين، وإيضاح الحق والصواب لهم كان مشروعًا ومعمولًا به في جميعِ الشرائع السماوية قبل شريعة الإسلام.

ويجب الرجوع إلى القرآن الكريم أو السُّنة النبوية بحثًا عن الأدلة على ذلك؛ لاندثارِ الكتب السماوية الأخرى وتحريفها وتبديلها، ولأن شرعَ من قبلنا ليس شرعًا لنا إلا ما وافقت له الشريعةُ الإسلاميةُ منه، حيث يكون قد ورد حكمُه في القرآن الكريم، أو ثبت في السنة الصحيحة([1]).

وأدلةُ شرع من قبلنا على مشروعية الردِّ على الشبهات كثيرة؛ منها مثلًا:

الدليل الأول:

قولُ اللهِ تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [إبراهيم: 9-12].

هذا خبرٌ من شرائع من قبلنا، يُخْبِرُ اللهُ سبحانه وتعالىعما دارَ بين الكفارِ وبين رسلِهم من المجادلة، وذلك أن أممَهم لما واجهوهم بالشكِّ فيما جاءوهم به من عبادةِ الله وحده لا شريك له، حيث قالوا {وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ}، قالت الرسلُ ردًّا عليهم لإزالة شكِّهم وشبهتِهم: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.

وهذا يحتملُ شيئين؛ أحدهما: أفي وجوده شكٌّ؟! فإن الفطرةَ شاهدةٌ بوجودِه، ومحمولةٌ على الإقرارِ به، فالاعترافُ به ضروريٌّ في الفِطَرِ السليمة، ولكن قد عَرَضَ لبعضِها شكٌّ واضطرابٌ، فتحتاج إلى النظر في الدليل الموصِلِ إلى وجوده.

لهذا قالت لهم الرسلُ ترشدهم إلى طريقِ معرفته بأنه: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}؛ الذي خلقهما وابتدعهما على غيرِ مثالٍ سابقٍ، فإن شواهد الحدوثِ والخلقِ والتسخيرِ ظاهرةٌ عليهما، فلا بدَّ لهما من صانعٍ وهو اللهُ لا إله إلا هو، خالقُ كلِّ شيءٍ وإلهُه ومليكُه.

والمعنى الثاني في قولهم: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ}؛ أي: أفي إلهيته وتفرده بوجوبِ العبادة له شكٌّ؟! وهو الخالقُ لجميعِ الموجودات، ولا يستحقُّ العبادةَ إلا هو وحدُه لا شريك له، فإن غالب الأممِ كانت مقرةً بالصانعِ، ولكن تعبدُ معه غيرَه من الوسطاء التي يظنوها تنفعهم أو تقربهم إلى الله زلفى.

وقالت لهم رسلُهم: {يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ}؛ أي: في الدار الآخرة، {وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}؛ أي في: في الدنيا، كما قال تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} [هود: 3].

فقالت لهم أممٌ محاجِّين في مقامِ الرسالةِ بعد تقديرِ تسليمِهم المقامَ الأول، وحاصلُ ما قالوه: {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا}، وهذه شبهةٌ أخرى، أي: كيف نتبعُكم بمجرد قولِكم ولمَّا نرَ منكم معجزةً، {فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}؛ أي: خارق نقترحه عليكم.

{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}؛ أي: صحيحٌ أننا بشرٌ مثلكم في البشرية، {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}؛ أي: بالرسالةِ والنبوةِ، {وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ} على وفقِ ما سألتم، {إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} بعد سؤالِنا إياه وإذنِه لنا في ذلك، {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}؛ أي في جميع أمورهم.

ثم قالت الرسلُ: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ}؛ أي: وما يمنعنا أن نتوكلَ عليه وقد هدانا لأقوم الطرقِ وأوضحها بيانًا، {وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا}؛ أي: من الكلامِ السيء والأفعال السخيفة، {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}([2]).

الدليل الثاني:

قولُ الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 59-63].

يبين القرآنُ الكريم من خلال هذه الآيات الكريمات أن نوحًا عليه السلام، لما قام بدعوةِ قومه إلى عبادةِ اللهِ وحده لا شريك له، مبيِّنًا بأن ليس لهم إله غيره، اتهمه قومُه بأنه في ضلالٍ مبين، فردَّ نوح عليه السلام لإزالةِ شبهتِهم بأنه ليس به ضلالة، وإنما هو رسولٌ من ربِّ العالمين، بُعِثَ إليهم ليبلغُهم رسالاتِ ربِّه وينصحُ لهم.

الدليل الثالث:

قوله تعالى: {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَاقَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30) وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [هود: 27 - 31].

أثارَ قومُ نوح شبهات مختلفة ليطعنوا في نبوته، فنرى – مثلًا - في أحد الحوارات التي جرت بينه وبينهم، والذي بيَّنته الآياتُ السابقة، أنهم أثاروا ثلاث شبهات وشكوك متتالية؛ وهي:

1- كون نوح عليه السلام بشرًا وليس بمَلَكٍ، فكيف أُوحِي إليه من دونهم؟! إذ هم السادةُ والكبراءُ.

2- وكون الذين اتبعوه من الأراذلِ وبادئِ الرأي، ليسوا من الأشراف، ولا من أهلِ النظر والفكر، فاتباعُهم له لا معنى له.

3-كون نوح والذين اتبعوه ليسوا أهلَ الفضلِ عليهم، لا في خَلْقٍ ولا خُلُقٍ ولا رزقٍ ولا حالٍ، فكيف أُوحِي إلى نوح؟! وكيف يكونُ من اتَّبَعَه على الحقِّ؟! فإذًا هم كاذبون، فردَّ عليهم نوح عليه السلام بصراحة وناقشهم بحجة، ودعاهم إلى التأمل والتفكر، فهذا مما يؤكد مشروعية الردِّ على الشبهات.
الدليل الرابع:

قولُه تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69)} [هود: 65-69].

بيَّن القرآنُ أن هودًا عليه السلام لما قام بدعوة قومه إلى عبادة الله وحده، وبيَّن بأنه لا إله إلا الله؛ اتهمه قومُه بسفاهةٍ وكذبٍ، فردَّ عليهم هودٌ عليه السلام بأنه ليس به سفاهة، وإنما هو رسولُ ربِّ العالمين، بُعِثَ إليهم ليبلغم رسالاتِ ربِّه، وهو لهم ناصحٌ أمينٌ.

الدليل الخامس:

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)} [الشعراء: 70-77].

تحكي هذه الآياتُ الكريماتُ حوارَ رسولِ اللهِ وخليلِه إبراهيمَ عليه السلام مع أبيه وقومه، وتبيَّن كيف أنكرَ على أبيه وقومه عبادتَهم للأصنام مع اللهِ عز وجل ، مُبَينًا لهم عدمَ استحقاقِها للعبادةِ؛ إذ هي لا تستجيبُ دعاءَهم إذا دعوها، ولا تُفَرِّجُ كربَهم إذا أصابهم، ولا ترفعُ عنهم مكروهًا إذا مسَّهم.

فيعترف أبوه وقومه، ويقرُّون بأنها لا تسمع دعاءً ولا تنفعُ ولا تضرُّ، ثم يلتجئون إلى تقليد آبائهم الضالين قائلين: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}، فتبعناهم على ذلك، وسلكنا سبيلَهم، وحافظنا على عاداتهم؛ فرد عليهم إبراهيمُ عليه السلام قائلًا: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}؛ أي: إن كانت هذه الأصنام شيئًا ولها تأثير، فلتخلص إليَّ بالمساءة، فإني عدوٌّ لها، لا أبالي بها، ولا أفكر فيها.

وهذه كما قال تعالى مُخْبِرًا عن نوح عليه السلام: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} [يونس: 71]، وعن هود عليه السلام: {مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: 55، 56].

وهكذا تبرَّأَ إبراهيمُ من آلهتهم فقال: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ} [الأنعام: 81]، ولم تكن براءةُ إبراهيم من التُّهم وردوده على أبيه وقومه، إلا لتزول عنهم شكوكَهم وشبهتَهم ويهتدوا إلى الحقِّ فلا يعبدوا إلا اللهَ سبحانه وتعالى ولا يشركوا به أحدًا([3]).



الهوامش

([1]) أصول الفقه الإسلامي، د وهبة الزحيلي، (2/876)، وانظر التفصيل في الموضوع في المرجع المذكور، ص(867-878).

([2]) تفسير ابن كثير، (2/1574)، ط 5، 1421 هـ – 2001م، دار السلام للنشر والتوزيع، الرياض.

([3]) انظر: تفسير ابن كثير، ص(2075)، وتيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص(541).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
مشروعية الرد على الشبهات من شرعُ من قبلنا.doc doc
مشروعية الرد على الشبهات من شرعُ من قبلنا.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى